responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة الى مكارم الشريعة المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 293
في أنواع الأفعال
الأفعال ضربان: إلهي، وإنساني.
فالإلهي: أربعة أضرب: إبداع، وتكوين، وتربية، وإحالة. وجميع ذلك يسمى خلقًا من حيث كان وجود كل واحد بمقدار، والخلق في الأصل: التقدير المستقيم.
فالأول: الإبداع: وهو إيجاد الشيء دفعة لا عن موجود، ولا بترتيب، ولا عن نقص إلى كمال، وليس ذلك إلَّا للباري - عز وجل -، وإن كانت العرب قد تستعمل الإبداع
فيمن يحفر بئرا في مكان لم يحفر فيه من قبل، وفيمن نسج شعرًا أو أورد كلامًا لم ينسج على منواله من قبل.
والثاني: التكوين: وهو إيجاد الشيء عن عدم بترتيب، ومن نقص إلى كمال، والمتكلمون قد يستعملون التكوين في موضع الإبداع، ولما هفوا عن حقيقة التكوين أنكروا واستبشعوا قول من قال: السماء ليست بمكونة، وقدروا أنه يقول: ليست بمبدعة ولا مخلوقة، وإنما أراد هذا القائل فيما ذكر أصحابه، ودلَّ عليه كلامه أن اللَّه تعالى أبدعها إبداعًا كما قال: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
ولم يخلقها خلقة ناقصة في ابتداء نشأتها، ثم كملها شيئًا فشيئًا كالإنسان والحيوان والنبات.
والثالث: رب الشيء: وهو تغذيته، وذلك استخلاف ما تحلل من الأبدان فيما

اسم الکتاب : الذريعة الى مكارم الشريعة المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست