responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذريعة الى مكارم الشريعة المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 231
ما ينبع من القوة الغضبية
الحمية وهي قوة الغضب متى تحركت تحرك دم القلب فتولد منه ثلاثة أحوال وذلك أنها إنما تتحرك على من فوقه، أو على من دونه، أو على نظيره، فإن كان ذلك على من فوقه ممن أيقن أنه لا سبيل له إلى الانتقام منه تولد منه انقباض دم القلب جزعًا على العجز عن الانتقام وذلك هو الغم، وإن كان على من دونه ممن يتحقق أنه يقدر على الانتقام منه تولد منه ثوران دم القلب لإرادة الانتقام وذلك هو الغضب وإن كان على نظيره فمن شك أنه هل يقدر على الانتقام منه تردد الدم بين انقباض وانبساط وذلك
هو الوتر والحقد، ولكون الغم والغضب بالذات واحدًا واختلافهما بالإضافة لما سئل ابن عباس - رحمه الله - عنهما قال: مخرجهما واحد واللفظ مختلف. فمن نازع من يقوى عليه أظهره غضبًا، ومن نازع من لا يقوى عليه أظهره غضبًا من لا يقوي عليه كتمه حزنًا،
ومن هذا قال الشاعر:
فحزن كل أخي حزن أخو الغضب
ولانبساط دم الغضب يحمر تارة وجهه وتنتفخ أوداجه كنار تلتهب، ويسود وجهه تارة.
وذلك إذا كثر واشتد غضبه كنار في غار ليسود جوه، ولانقباض دم الجزع عن ظاهر الجلد واجتماعه في القلب يصفر وجهه ربما يهلك من ذلك، ولتردد دم القلب في الحقد بين هذه الأحوال يحمر ويصفر ويسود.
والحرد هو: الغضب، لكن يستعمل إذا كان معه قصد المغضوب عليه، ولذلك يقال: حرد حرد الأسد.
أنواع الصبر ومدحه
الصبر ضربان: جسمي ونفسي.
فالجسمي: هو: تحمل المشاق بقدر القوة البدنية ونهايته معلومة، وأكثرها لذوي

اسم الکتاب : الذريعة الى مكارم الشريعة المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 231
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست