اسم الکتاب : التوجيه والإرشاد النفسي المؤلف : حامد عبد السلام زهران الجزء : 1 صفحة : 111
بدرجة كبيرة وقد تكون جامدة مقاومة للنفاذية، ويتأثر مدى الاتصال -وبالتالي التأثير المتبادل- بين حيز الحياة والعالم الخارجي بصلابة أو ضعف الحدود الفاصلة بينهما. فإذا كانت الحدود صعبة النفاذية كان الاتصال والتأثير المتبادل صعبا وضئيلا، ويكون الشخص متوقعا داخل مجاله النفسي واتصاله بالواقع المادي ضئيلا كما في حالة الفصام، وإذا كنت الحدود سهلة النفاذية كان الاتصال والتأثير المتبادل سهلا ووثيقا. كذلك يتأثر مدى الاتصال بالتالي التأثير المتبادل بين الشخص والمجال النفسي بصلابة أو ضعف الحدود الفاصلة بينهما، فإذا كانت الحدود صعبة النفاذية كان التأثير المتبادل بين الشخص ومجاله النفسي صعبا وضئيلا وكان الشخص معزولا عن مجاله، وإذا كانت الحدود سهلة النفاذية كان التأثير المتبادل بين الشخص وبين مجاله النفسي سهلا ميسورا. ويلاحظ أن نظام الاتصال بين المناطق يمثل مواقف مؤقتة متغيرة دائما، فمن الممكن أن يضعف حد صلب ويتصلب حد ضعيف، أي أن من الممكن أن تقترب منطقتان بعيدتان وتبتعد منطقتان قريبتان. ومن الممكن أن يتحول وسط مرن إلى وسط جامد وبالعكس. وعلى هذا فإن الواقع النفسي يتغير دائما. ومن ثم فإن ليفين لا يثق في السمات الثابتة أو العادات الجامدة في الشخصية.
الشخص في المجال: الشخص والمجال الكلي أو البيئة الكلية يعتمدان بعضهما على بعض. وهما معا يكونان نظاما يتكون من أجزاء رئيسية وأجزاء فرعية تؤثر باستمرار في بعضها البعض، وموضع الشخص في مجاله النفسي قد يتفق وقد يختلف عن موضعه في مجاله المادي، فقد يكون من الناحية المادية جالسا في حجرة الدراسة في حين يكون من الناحية النفسية في ملعب الكرة وعلى هذا لا يؤثر فيه الوقائع الموجودة في حجرة الدراسة مثل شرح المعلم.
الحركة والاتصال: من الخواص الهامة للمجال النفسي أنه يحدث بداخله حركة واتصال دائما من وإلى وبين المناطق المختلفة. وتحدث الحركة والاتصال كنتاج للتفاعل بين الوقائع، فالحدث دائما نتيجة تفاعل أي حركة واتصال بين واقعتين أو أكثر، وقد أطلق ليفين على هذا اسم "مبدأ الارتباط".
إعادة بناء حيز الحياة: عن طريق الحركة والاتصال ونتيجة للتفاعل بين الوقائع يتغير بناء حيز الحياة. وفي حيز الحياة قد يتزايد عدد المناطق أو يتناقص حسب زيادة أو نقصان الوقائع. وقد يتغير وضع المناطق بالنسبة لبعضها البعض، فقد تقترب منطقتان كانتا بعيدتين عن بعضهما البعض، وقد تبتعد منطقتان كانتا قريبتين من بعضهما البعض. وقد يطرأ التغير على الحدود، فقد يتغير حد مرن إلى جامد أو حد جامد إلى مرن. وقد تتحول منطقة مرنة إلى منطقة جامدة أو منطقة جامدة إلى مرنة، وهكذا يمكن استغلال هذه التغيرات المحتملة في إعادة بناء حيز الحياة.
اسم الکتاب : التوجيه والإرشاد النفسي المؤلف : حامد عبد السلام زهران الجزء : 1 صفحة : 111