اسم الکتاب : التوابين المؤلف : ابن قدامة المقدسي الجزء : 1 صفحة : 36
تسمع من الأيام إن كنت حازما ... فإنك فيها بين ناه وآمر
فكم ملك قد ركم الترب فوقه ... وعهدي به بالأمس فوق المنابر
إذا كنت في الدنيا بصيرا فإنما ... بلاغك منها مثل زاد المسافر
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ... فما فاته منها فليس بضائر
فقال له: صدقت ونزل عن فرسه وفارق أصحابه ورقي الجبل وأقسم على أصحابه أن لا يتبعه أحد فكان آخر العهد به وبقيت اليمن شاغرة أياما حتى اختير لها من عقدوا له الملك عليها.
15 – [توبة ملك من ملوك بني إسرائيل]
وقرأت في الملتقط عن عبد الواحد بن زيد قال: كان في بني إسرائيل عابد لم يكن له إلا جبة صوف وقربة يستقي فيها الماء للناس.
فلما حضره الموت قال لأصحابه إني لم أدع من الدنيا شيئا إلا جبتي وهذه القربة ما أطيق حملها يوم القيامة فإذا مت فادفعوها إلى فلان الملك ليحملها مع ما تحمل من دنياه.
فلما مات العابد أخبروا الملك بما قاله.
فقال: الملك هذا العابد عجز عن حمل جبة وقربة وأنا تحملت من الدنيا ما تحملته! فأخذ الجبة فلبسها وأخذ القربة وخرج من ملكه فجعل يستقي للناس الماء.