responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوابين المؤلف : ابن قدامة المقدسي    الجزء : 1  صفحة : 128
ولم يقف ولم يخوف وإذا علم أنه ليس خلفه تنوق في القرآن وحزن وخوف فظن يوما أنه ليس خلفه فأتى على ذكر هذه الآية: {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ} [المؤمنون: 106] .
قال: فخر علي مغشيا عليه فلما علم أنه خلفه وأنه قد سقط تجوز في القراءة فذهبوا إلى أمه فقالوا: أدركيه فجاءت فرشت عليه ماء فأفاق.
فقالت لفضيل: أنت قاتل هذا الغلام علي.
فمكث ما شاء الله فظن أنه ليس خلفه فقرأ: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47] . فخر ميتا وتجوز أبوه في القراءة وأتيت أمه فقيل لها: أدركيه فجاءت فرشت عليه ماء فإذا هو ميت رحمه الله.

81 – [توبة بشر بن الحارث الحافي]
أخبرنا محمد بن عبد الباقي أنا حمد بن أحمد قال: سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر يقول: سمعت عبد الله بن محمد يقول: سمعت محمد بن [داود] الدينوري يقول: [سمعت محمد بن الصلت يقول:] .
سمعت بشر بن الحارث وسئل: ما كان بدء أمرك لأن اسمك بين الناس كأنه اسم نبي؟.
قال: هذا من فضل الله وما أقول لكم؟ كنت رجلا عيارا صاحب عصبية فجزت يوما فإذا أنا بقرطاس في الطريق فرفعته فإذا فيه: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فمسحته وجعلته في جيبي.
وكان عندي درهمان ما كنت أملك غيرهما فذهبت إلى العطارين فاشتريت بهما غالية ومسحته في القرطاس.
فنمت تلك الليلة فرأيت في المنام كأن قائلا يقول: يا بشر بن الحارث! رفعت اسمنا عن الطريق وطيبته لأطيبن اسمك في الدنيا والآخرة! ثم كان ما كان.
وحكي أن بشرا كان في زمن لهوه في داره وعنده رفقاؤه يشربون ويطيبون فاجتاز بهم رجل من الصالحين فدق الباب فخرجت إليه جارية فقال: صاحب هذه الدار حر أو عبد؟ فقالت: بل حر! فقال: صدقت لو كان عبدا لاستعمل أدب العبودية وترك اللهو والطرب.

اسم الکتاب : التوابين المؤلف : ابن قدامة المقدسي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست