اسم الکتاب : التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين المؤلف : الشنقيطي، عبد الله بن عمر الجزء : 1 صفحة : 44
فليست من أهل تقاليد هذا البلد، بل شيطانة مارَّة مسافرة، لا يعبأ بها، ولا يحكم على خلق هذا البلد الطيِّب بسوء تصرفها، ولا بإهمال ولي أمرها إياها.
أمَّا أن يُرْفَع لغير صوت الحق في السعودية - من كنيسة أو غيرها - منار أو يقر لغير داعي الهدى قرار، فهيهات هيهات - بحمد الله تعالى - بل مآذن الحق تُرْفَع هنا وهناك، فُتشَنَّف بآذانها الآذان في كل وقت ومكان، والحمد لله رب العالمين الحنَّان المنَّان.
فما يُؤَسس أساس لمرفقٍ حيويٍّ أو غير حيوي إلا كان المسجد فيه أوَّل مبنى، ويستوي في ذلك المكانُ العام، والحيّ، والإدارات الحكومية المدني منها والعسكريّ، وحدائق النزهة، واستراحات المسافر من حضريّ وبدويِّ.
وهكذا هيأت الدولة السعودية - كفاني الله وإياها كل رزية - للصلاة ما يقيم عمودها ويشد على أساس من التقوى عودَها، بما لم يُر له - حسب علمي - في عالم اليوم مثيل، فأعاننا الله تعالى وإياها على إقامة ما سواها من شعائر الدين، بمثل تلك الندرة في عالم زمانها.
وقل مثل ذلك التوفيق في الزكاة، والصوم، والحج، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك.
ولا غرابة إذا أنعم الله تعالى على هذه الدولة بالتوفيق لطاعته في جميع شعائر الدين لمَّا رَسَّت قواعد المحافظة على الصلاة بمثل ما تقدم. لا غرابة في ذلك، فإنَّ الصلاة عمود الدين، فمن أقامها أقام الدين كله، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
إنه مثال لا يقتضي حصراً، لما أنعم الله تعالى به على هذه البلاد بفضله تعالى، بتطبيقها شرع الله تعالى الحكيم أنْ وَفَّقَها لكُلِّ عملٍ صالحٍ، بما لم يعرف له اليوم نظير، غير مُزَك على الله تعالى أحداً.
اسم الکتاب : التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين المؤلف : الشنقيطي، عبد الله بن عمر الجزء : 1 صفحة : 44