اسم الکتاب : التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين المؤلف : الشنقيطي، عبد الله بن عمر الجزء : 1 صفحة : 25
وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (الأنفال: 46) . وقال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران: 165) .
قال الشيخ الأمين [1] رحمني الله وإياه: إن السبب الذي من عند أنفسهم، هو ما أوضحه الله تعالى من قوله الكريم في الآية الأخرى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: 152) .
فأنت ترى أن سبب الضعف، هو الفشل واختلاف الكملة والرغبة في الدنيا وإيثارها على الآخرة [2] ، ومتى حصل الضعف أصبح المسلمون لقمة سائغة لعدوهم.
وقد بين القرآن الكريم علاج ذلك وما به ينْسدُّ عن المسلمين ثلْمته ويكتفون شر عدوهم المتربصين بهم الدوائر.
وذلك العلاج هو الإخلاص لله تعالى وحده والتوجه إليه دون من سواه.
قال تعالى عن المؤمنين المتوكلين عليه تعالى في كل حال ومنه حال الشعور بالضعف أمام الكفار: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} . [1] الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي علامة زمانه ولد بموريتانيا 1325هـ وطلب العلم فيها ونبغ في علوم شتى أهمها التفسير، له مؤلفات عدة أهمها كتابه في التفسير أضواء البيان توفى بمكة المكرمة عام 1393هـ رحمني الله تعالى وإياه. [2] انظر الإسلام دين كامل 32.
اسم الکتاب : التمسك بالقرآن الكريم وأثره في حياة المسلمين المؤلف : الشنقيطي، عبد الله بن عمر الجزء : 1 صفحة : 25