responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد    الجزء : 1  صفحة : 31
والسنة النبوية هي المصدر الثاني للتربية الإسلامية، وقد جاءت بأمور موافقة لما جاء في القرآن، فهي تفسر القرآن وتبينه وتفصل ما أجمل فيه وتوضح معناه وتقيد المطلق منه وتخصص العام، وتمس السنة جوهر العملية التربوية وما يجب أن يراعيه المعلم في تدريسه, وهو مبدأ الفروق الفردية بين التلاميذ، فقد نبه الرسول إلى هذا المبدأ حين قال: "أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم" , ويشير النحلاوي إلى فائدتين كبيرتين للسنة في المجال التربوي هما:
"إيضاح المنهج التربوي الإسلامي المتكامل الوارد في القرآن الكريم, وبيان التفاصيل التي لم ترد في القرآن الكريم, واستنباط أسلوب تربوي من حياة الرسول مع أصحابه ومعاملته الأولاد وغرسه الإيمان في النفوس"[1].
أما المصدران الثانويان: فهما الإجماع والقياس، ويعرف الإجماع بأنه اتفاق المجتهدين من المسلمين -بعد وفاة الرسول- في أي عصر من العصور على حكم شرعي ديني, ويجب العمل بالإجماع؛ لأنه حجة شرعية، ويفهم ذلك من قوله عز وجل: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [2], ويفهم ذلك أيضا من قول الرسول: "لا تجتمع أمتي على ضلالة" [3].
أما القياس فيعرف بأنه "إلحاق فرع بأصل لعلة تجمع بينهما", وهو حجة عند فقهاء المسلمين, وقد يضاف الاستحسان والمصالح المرسلة إلى الإجماع والقياس.

[1] النحلاوي، المرجع السابق، ص23-24.
[2] النساء: 115.
[3] ابن ماجة: ج2، ص1303.
وسائط التربية الإسلامية:
تعني وسائط التربية الإسلامية الوسط الذي يعيش فيه المسلم, حيث يتأثر بعوامل تواجه تفكيره وميوله, وتشكل عاداته وتقاليده التي يمارسها تلقائيا، وهذه العوامل ترسم الملامح الأساسية لتربية الفرد، وأهم هذه الوسائط ما يلي:
1- البيت:
يعتبر البيت الوسط الأول الذي يتلقف الإنسانَ منذ مولده, فإذا كان هذا البيت صحيا, وخصبا, ومطبقا لشريعة الله, ومهتما بالتغذية الصحية والتغذية الإسلامية للناشئ, ومسيطرا على المصادر الصحيحة التي تتم عن طريقها هذه التغذية, نبت الفرد نباتًا حسنا, واستعد استعدادا طيبا لمواجهة ظروف الحياة المتغيرة صحيا وروحيا, وتمكن من التغلب على مشكلات ومصاعب الحياة. وهنا يبرز دور الأب والأم, فإذا كانا صالحين, وقدوة حسنة, وتعهداه بالرعاية والتوجيه السليم, وغرسا في نفسه المثل العليا والمبادئ الرفيعة والخصال الحميدة وعمل الخير والابتعاد عن الشر واتباع منهج الله, حذا الابن حذوهما, واقتدى بهما, وسلك سلوكا طيبا, وتأصلت في نفسه نوازع الخير.
وإذا أحسن تربية الأخوة والأخوات كانوا مكملين لدور الأب والأم, وواصلوا القيم والآداب التي غرسها الآباء فيهم, وأسهموا إسهاما فعالا في التربية، وكانوا مثالا يحتذى في المروءة والصدق والأمانة وسائر الخلال الطيبة والصفات الكريمة، كل هذا ينعكس على نفس الصغير, وينطبع في ذهنه, فيتأسى بهم ويتحلى بخصالهم الطيبة وأخلاقهم الحميدة.
2- المدرسة:
في الحياة المعاصرة تعد المدرسة وسطا أكبر من البيت, بعد أن تخفف البيت من وظيفة التربية؛ لانشغال الآباء وبعض الأمهات بالعمل، فألقوا بمعظم المسئولية على المدرسة, وركنوا إليها في إدارة العملية التربوية، فتحملت العبء الأكبر، والتلميذ يقضي سحابة نهاره في المدرسة وسط جمع من الأقران من مختلف البيئات والطبقات، يتباينون في السلوك ويفترقون في الأفكار والآراء, ويختلفون في الطباع والأخلاق، ويخضع
اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست