اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد الجزء : 1 صفحة : 24
والتربية الإسلامية حريصة أشد الحرص على إيجاد التوازن بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة. قال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} .
وتوازن التربية الإسلامية بين تنمية روحانية الفرد وتلبية حاجاته المادية والاجتماعية، فهي مزيج متوازن بين الدنيا والآخرة بين الفرد والمجتمع، وبين عالم الواقع وعالم المثل.
4- المرونة:
تتجلى مرونة التربية في الإسلام في أن القرآن، "لم يحدد منهجا سياسيا, ولم يرسم دستورا محددا, فقد أراد الله أن يفتح سبيل الاجتهاد والأخذ بالعلم, واستنباط المناهج والأحكام من الظروف المتغيرة دون تكبيل بمنهج سماوي جامد محدد"[1], وقد تأثرت مناهج الدراسة بهذه المرونة، فمنهج التربية الإسلامية المتميز والأصيل يتسع للتطور والتغيير كلما دعت الحاجة إلى ذلك؛ لأنه مرتبط بواقع المجتمع وبتغيرات الحياة وبحاجاته ومشكلاته المتطورة. [1] عبد الغني عبود وعبد الغني النورة: نحو فلسفة عربية للتربية، دار الاعتصام، القاهرة، 1979، ص276.
2- الخصائص المتصلة بمحتوى التربية الإسلامية:
يجب أن يخضع اختيار محتوى التربية الإسلامية لمعايير تتصف بالخصائص التالية: الإيمان، العلم، العمل، الخلق، والاجتماع. فالتربية الإسلامية تربية إيمانية، علمية، عملية، خلقية, اجتماعية؛ لأنها تهدف إلى إعداد المسلم العارف بدينه، العامل بهدي القرآن الكريم، وهو في نفس الوقت واعٍ, ومدرك لأمور الحياة وتطوراتها، مشارك في بناء مجتمعه وتطويره حسب قدراته ومواهبه.
والتربية الإسلامية تربية ربانية تنعقد بها الصلة الدائمة بين الخالق والمخلوق الذي تزداد دوافعه للتعلم والعلم, ويصبح مؤهلا لخلافة الله في الأرض, وإذا كانت التربية الإسلامية تعنى بتربية الفرد تربية روحية
اسم الکتاب : التربية الإسلامية أصولها ومنهجها ومعلمها المؤلف : عاطف السيد الجزء : 1 صفحة : 24