responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 98
رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَرَأَيْتُم سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَمَا أعطَاهُ الله من الْملك فَإِنَّهُ لم يكن يرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء تخشعا حَتَّى قَبضه الله وَقَالَ الْفَتْح بن شخوف رَحمَه الله رَأَيْت عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ فِي الْمَنَام فَسَمعته يَقُول التَّوَاضُع يرفع الْفَقِير على الْغنى وَأحسن من ذَلِك تواضع الْغَنِيّ الْفَقِير إِنَّمَا جعل ترفع الْفَقِير على الْغَنِيّ من التَّوَاضُع لِأَن الْفُقَرَاء قوم فرغ الله قُلُوبهم وَجعل رحيق محبته مشروبهم وَأطَال على بَاب خدمته وقوفهم وَجعل رِضَاهُ وقربه مطلوبهم وغضبه وَبعده مخوفهم فهم من خَشيته مشفقون وَمن هيبته مطرقون إِن تواضعوا فلرفعته وَأَن تذللوا فلعزته وَإِن طمعوا فِي صدقته وَإِن خضعوا فلعظمته إِلَى الله افتقارهم وَبِاللَّهِ افتخارهم وَإِلَى الله استنادهم هُوَ كنزهم وعزهم وفخرهم وذخرهم ومعبودهم ومقصودهم وَمن كَانَ بِهَذِهِ الرُّتْبَة فَمَتَى تواضع لغير الله أخل بمركز الْأَدَب واستبدل الخزف بِالذَّهَب من كَانَ رب الْعباد مَقْصُوده فَهُوَ لكل الْعباد مَقْصُود قل للعاملين لغير الله يَا عظم خسرانكم وَقل للواقفين بِغَيْر بَاب الله يَا طول هوانكم وَقل الآملين لغير فضل الله يَا خيبة آمالكم وَقل للعاملين لغير وَجه الله يَا ضَيْعَة أَعمالكُم

اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست