responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 87
نظر إِلَيْهَا فاتنة وَلمن ركن إِلَيْك قاتلة استصحبها غاشة وَلمن استنصرها خاذلة الدن حب وَالْمَعْصِيَة فخ والشيطان صياد وَالْإِنْسَان طَائِر فَمَتَى أكب الْإِنْسَان على الْتِقَاط حلالها فيوشك ان يَقع فِي حرامها وَمَتى وَقع فِي حرامها فقد أستحوذ عَلَيْهِ قناصه وَتعذر عَلَيْهِ إِلَّا من جِهَة التَّوْبَة خلاصه فَكيف السَّبِيل إِلَى الْخَلَاص مِنْهَا ورضيعها لَا يُمكنهُ الْفِطَام عَنْهَا وَالْجَوَاب عَن هَذَا السُّؤَال أَن تستغيث بالكبير المتعال فالراجع إِلَى الله مستريح بِاللَّه مِمَّا سواهُ لِأَنَّهُ يستريح من الدُّنْيَا وأشغالها وَمن الشَّيَاطِين ووسواسها وَمن الأفكار وغمومها وَمن الأشغال وهمومها وَغير ذَلِك مِمَّا النَّاس بِهِ فِي هَذِه الدُّنْيَا مفتونون ومعذبون وَعَلِيهِ فِي الْآخِرَة محاسبون ومعاقبون فأريدوا وَجه الله بِكُل أَعمالكُم وَجَاهدُوا فِي سَبِيل الله بِأَنْفُسِكُمْ وَأَمْوَالكُمْ وَأَقْبلُوا عَلَيْهِ يقبل عَلَيْكُم فَإِنَّهُ لَا يعرض إِلَّا عَمَّن أعرض عَنهُ وَلَا تجْعَلُوا طلب الدُّنْيَا أكبر همكم فَيطول فِيهَا همكم وَفِي الْآخِرَة يطول حسابكم على قدر مالكم قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ ذُو الدرهمين فِي الْآخِرَة أَشد حسابا من ذِي الدِّرْهَم وَفِي الحَدِيث التقى مُؤْمِنَانِ على بَاب الْجنَّة مُؤمن غنى وَمُؤمن فَقير كَانَا فِي الدُّنْيَا فَأدْخل الْفَقِير إِلَى الْجنَّة وَحبس الْغَنِيّ مَا شَاءَ الله أَن يحبس ثمَّ أَدخل الْجنَّة فَلَقِيَهُ الْفَقِير فَقَالَ يَا أخي مَا أحسبك بعدِي وَالله لقد احْتبست حَتَّى خفت عَلَيْك فَقَالَ يَا أخي وَالله لقد احْتبست بعْدك محبسا فظيعا كريها وَمَا وصلت إِلَيْك حَتَّى سَأَلَ مني الْعرق مَا لَو ورد ألف بعير كلهَا أكلت حمصا لعددت عَنهُ رواء

اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست