responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 229
جَاءَنَا بِهِ عَن الله المُرْسَلُونَ فَمن عمل بِالظَّاهِرِ الْمُعْتَاد واهمل الْبَاطِن المُرَاد فَلَيْسَ هُوَ من أَوْلِيَاء الْأَلْبَاب لِأَنَّهُ اشْتغل بالقشر عَن اللّبَاب رب قَائِم لَيْسَ من قِيَامه إِلَّا السهر والتعب وَرب صَائِم لَيْسَ لَهُ من صِيَامه إِلَّا الظمأوالتعب فَأمنُوا إِلَى ظَاهر الشَّرِيعَة بَاطِن الْحَقِيقَة واسلكوا مَعَ السالكين إِلَى الله أَحْمد الطَّرِيقَة وافطموا هَذِه النُّفُوس عَن سوء الرَّضَاع فَإِنَّمَا شرعت لكم الطَّاعَات انقلكم عَن ردي الطباع إِلَى مَتى أكلا وشربا ونوما فقد آن ان تذيبوا شحوم الرَّاحَة والشبع صَلَاة وصوما فَكل مَا انتم فِيهِ عَمَّا قَلِيل زائل وَلَو كَانَ دَائِما لَا يَزُول فَهُوَ بطائل وَلَا لَهُ حَاصِل أَيْن أَنْتُم عَن مخاوف الْبر الرَّحِيم فِي جنَّات النَّعيم أَيْن أَنْتُم من لَذَّة الْمُنَاجَاة إِذا أرْخى سدوله اللَّيْل البهيم يَا لَهَا لَذَّة مَا ذاقها إِلَّا ذُو فطن هضيم وقلب سليموما يلقاها إِلَّا الَّذين صَبَرُوا وَمَا يلقاها إِلَّا ذُو حَظّ عَظِيم عبادتان مؤكدتان فِي عبَادَة الْإِسْلَام إِحْدَاهمَا الصَّلَاة وَالْأُخْرَى الصّيام وَمن أدمن فعلهمَا غفرت لَهُ الْإِسَاءَة وَضمن لَهُ الْإِحْسَان وسلك فِي محجة الْإِيمَان إِلَى دَار الْإِيمَان إِنَّمَا كَانَ الصَّوْم وَالصَّلَاة موجبين لغفران الذُّنُوب لما فيهمَا من تَطْهِير النُّفُوس وَإِصْلَاح الْقُلُوب فالصوم يجلو عَن مرْآة الْبَاطِن وَالصَّلَاة يجلى فِيهَا مَا هُوَ من الشَّرّ كامن فيا خيبة المحجوبين مَاذَا فاتهم من الْمُشَاهدَة لأَنهم رَضوا أَن يبيتوا وبطونهم وملأى وعيونهم رَاقِدَة ليلهم أضغاث أَحْلَام ونهارهم لَغْو الْكَلَام وَكسب الحطام فهيهات أَن يَذُوقُوا من حلاوة مُنَاجَاة الله مَا ذاق أهل الصَّلَاة

اسم الکتاب : التذكرة في الوعظ المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 229
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست