اسم الکتاب : التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة المؤلف : القرطبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 285
الطالبين ومالك يوم الدين الذي يعلم ما أخفي في الضمير ويدبر أمر الصغير والكبير، فإن كنت قضيت الحاجة بفضلك وشفعتني في عبدك فاقبضني إليك وأنت على كل شيء قدير، ثم صرخت صرخة فارقت الدنيا رحمة الله عليها.
قال: ثم قامت الثانية فنادت بأعلى صوتها: يا رب فرج كربي وخلص من الشك قلبي.
يا من أقامني من صرعتي وأقالني من عثرتي ودلني من حيرتي وأعانني في شدتي إن كنت قبلت دعوتي وقضيت حاجتي وأنجحت طلبتي، فألحقني بأختي ثم صاحت صيحة فارقت الدنيا رحمة الله عليها.
قال: ثم قامت الثالثة: فنادت بأعلى صوتها يا أيها الجبار الأعظم والملك الأكرم العالم بمن سكت وتكلم، لك الفضل العظيم والملك القديم والوجه الكريم، العزيز من أعززته، والذليل من أذللته، والشريف من شرفته، والسعيد من أسعدته، والشقي من أشقيته، والقريب من أدنيته والبعيد من أبعدته والمحروم من حرمته، والرابح من أوهبته والخاسر من عذبته، أسألك باسمك العظيم ووجهك الكريم وعلمك المكنون الذي بعد عن إدراك الأفهام وغمض عن مناولة الأوهام باسمك الذي جعلته على الليل فدجى وعلى النهار فأضاء، وعلى الجبال فدكدكت، وعلى الرياح فتناثرت، وعلى السموات فارتفعت، وعلى الأصوات
اسم الکتاب : التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة المؤلف : القرطبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 285