responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 388
اغْتَنَمَ الْقَوْمُ الأَيَّامَ , وَاجْتَنَبُوا الْخَطَايَا وَالآثَامَ , وَصَمَتُوا عَنْ رَدِيءِ الْكَلامِ , وَصَمُّوا عَنِ اسْتِمَاعِ الْحَرَامِ , فَكَأَنَّهُمْ مَا يَسْمَعُونَ {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشعون} .
كَفُّوا الأَكُفَّ عَنِ الْفَسَادِ , وَهَجَرَتِ الرُّءُوسُ الْوِسَادَ , وَحَضَرَ الْقَلْبُ لِلْمُنَاجَاةِ وَانْقَادَ , وَأَنْتُمْ فِي سُكْرِ الرُّقَادِ وَهُمْ يَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ {الَّذِينَ هُمْ فِي صلاتهم خاشعون} .
مَا أَوْفَى تِلْكَ الأَحْوَالِ , مَا أَصْفَى تِلْكَ الْخِصَالِ , مَا أَزْكَى تِلْكَ الأَعْمَالِ , جَمَعُوا الْهُمُومَ فَأَمَّا الأَمْوَالُ فَلا يَجْمَعُونَ {الَّذِينَ هُمْ فِي صلاتهم خاشعون} .
نَقُوا بِالرِّيَاضَةِ وَهُذِّبُوا , وَابْتُلُوا بِفِرَاقِ الْمَحْبُوبِ وَجُرِّبُوا , وَأُدِيرُوا فِي فُنُونِ التَّكْلِيفِ وَقُلِّبُوا , فَإِذَا بُعِّدْتُمْ يَوْمَ الْحُضُورِ وَقُرِّبُوا فَمَاذَا تَصْنَعُونَ {الَّذِينَ هُمْ في صلاتهم خاشعون} .
مَا ضَرَّ النُّفُوسَ مَا نَكَا فِيهَا حِينَ نكافيها , نَعْفُو عَنْهَا يَوْمَ اللِّقَاءِ وَنُعَافِيهَا , وَنُدْخِلُهَا جَنَّةً يَرُوقُ [فِيهَا] صَافِيهَا وَلَهُمْ فِيهَا مَا يَدَّعُونَ {الذين هم في صلاتهم خاشعون} .
نَزَلُوا وَاللَّهِ الْمَقَامَ الأَمِينَ , وَكُتِبُوا فِي أَصْحَابِ الْيَمِينِ , وَنَالُوا كُلَّ مُثَمَّنٍ ثَمِينٍ , وَأُسْكِنُوا الْقُصُورَ وَأُعْطُوا الْحُورَ الْعِينَ , كُلُّهَا أَبْكَارٌ لَيْسَ فِيهَا عُونٌ , قَدْ عُوِّضُوا عَنْ حَرِيقِ الْقَلَقِ الرَّحِيقَ , وَأُبْدِلُوا عَنْ بَرِيقِ السُّيُوفِ الأَبَارِيقَ , وَقُوبِلَتْ رِيَاضَتُهُمْ بِالرَّوْضِ الأَنِيقِ , فَهُمْ يَرْتَعُونَ فِيمَا يَرْبَعُونَ {الَّذِينَ هم في صلاتهم خاشعون} .
إِخْوَانِي: تَوَانَيْتُمْ وَسَيْرُ الْقَوْمِ حَثِيثٌ , وَصَفَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِعْلُكْمُ كَدَرٌ خَبِيثٌ , وَنَصَحْنَاكُمْ وَلَكِنْ قَدْ ضَاعَ الْحَدِيثُ , وَمَا أَرَاكُمْ تَسْمَعُونَ {الَّذِينَ هُمْ فِي صلاتهم خاشعون} .
[يَا رَبَّنَا وَفِّقْنَا لِمَا وَفَّقْتَ الْقَوْمَ , وَأَيْقِظْنَا يَا مَوْلانَا مِنْ سِنَةِ الْغَفْلَةِ وَالنَّوْمِ , وَارْزُقْنَا الاسْتِعْدَادَ لِذَلِكَ الْيَوْمِ الَّذِي يَرْبَحُ فِيهِ الْعَامِلُونَ {الذين هم في صلاتهم خاشعون} وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 388
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست