responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 331
وَالأَطْيَارُ , وَنَضَبَتِ الْبِحَارُ وَالأَنْهَارُ , وَبُسَّتِ الْجِبَالُ فَصَارَتْ كَالْغُبَارِ , قَالَ الْمَلِكُ الْعَظِيمُ الْجَبَّارُ
{لِمَنِ الْمُلْكُ اليوم لله الواحد القهار} .
[قَوْلُهُ تَعَالَى] : {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كسبت} .

سَجْعٌ
قَامَتِ الأَقْدَامُ حَتَّى تَعِبَتْ وَنَصَبَتْ , وَكُلَّمَا سعت تعثرت في الطريق وكبت , وسقطت الجبال ولطالما انتصبت , وظهر الْمُخَبَّآتُ الَّتِي كَانَتْ قَدِ احْتُجِبَتْ , وَالْحَوْضُ غَزِيرُ الْمَاءِ وَكَمْ نَفْسٍ مَا شَرِبَتْ , فَجِيءَ بِالنِّيرَانِ فَزَفَرَتْ وَغَضِبَتْ , وَنَهَضَتْ مُسْرِعَةً إِلَى أَرْبَابِهَا وَوَثَبَتْ , فَانْزَعَجَتِ الْقُلُوبُ وَرَهَبِتْ وَهَرَبَتْ , وَكَيْفَ لا تَجْزَعُ وَهِيَ تَدْرِي أَنَّهَا قَدْ طُلِبَتْ , وَمَوَازِينُ الأَعْمَالِ عَلَى الْعَدْلِ قَدْ نُصِبَتْ , وَنَادَى الْمُنَادِي فَبَكَتِ الْعُيُونُ وَانْتَحَبَتْ: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كسبت} . قوله تعالى: {لا ظلم اليوم} مِيزَانُ الْعَدْلِ تَبِينُ فِيهِ الذَّرَّةُ فَاحْذَرُوا , الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَاذْكُرُوا , إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ قَدْ بَقِيَ الْقَلِيلُ لإِتْيَانِهِ.
{وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزفة} يَعْنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. وَسُمِّيَتْ آزِفَةً لِقُرْبِهَا , يُقَالُ أزف شخوص فلان أي قرب.
{إذا الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} وَذَلِكَ أَنَّهَا تَرْتَقِي إِلَى الحناجر فلا تخرج ولا تعود {كاظمين} أَيْ مَغْمُومِينَ مُمْتَلِئِينَ خَوْفًا وَحُزْنًا {مَا لِلظَّالِمِينَ من حميم} أي قريب ينفعهم {ولا شفيع يطاع} فِيهِمْ فَتُقْبَلُ شَفَاعَتُهُ.

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست