responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 203
أَصْوَاتُهُمْ , فَسَمِعْنَا قَائِلا يَقُولُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ:
(تَجُوعُ لِلإِلَهِ لِكَيْ يَرَاهُ ... نَحِيلَ الْجِسْمِ مِنْ طُولِ الصِّيَامِ)
فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا فِي الْبَيْتِ إِلا بَاكِيًا وَنَظَرْنَا فَلَمْ نَرَ أَحَدًا. قَالَ حُرَيْثٌ: فَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ بَعْضَ الْجِنِّ قَدْ بَكَاهُ.
قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ: جِئْتُ إِلَى بَابِهِ فَإِذَا هُوَ فِي الدِّهْلِيزِ وَبَيْنَ يَدَيْهِ بِطِّيخَةٌ وَهُوَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: أَكَلْتِيهَا فَكَانَ مَاذَا؟ فَطَرَقْتُ عَلَيْهِ الْبَابَ وَدَخَلْتُ وَقُلْتُ أَيُّ شَيْءٍ هَذِهِ تُعَاتِبُ نَفْسَكَ فِيهَا. فَقَالَ:
(صبرت على الأيام حتى تولت ... وألزمت نفس صَبْرَهَا فَاسْتَمَرَّتْ)
(وَمَا النَّفْسُ إِلا حَيْثُ يَجْعَلُهَا الفتى ... فإن أطمعت تَاقَتْ وَإِلا تَسَلَّتْ)
ثُمَّ رَمَى بِالْبِطِّيخَةِ إِلَيَّ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
(وَإِنَّ كَدِّي لِشِبَعِ بَطْنِي ... يَبِيعُ دِينِي بِلا مَحَالِ)
(مَنْ نَالَ دُنْيَا بِغَيْرِ دين ... بال وَبَالا عَلَى وَبَالِ)
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ , أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ الْخَيَّاطُ , أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ الحسين بن حمكان , حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ السَّرَّاجِ , قَالَ سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الْفَتْحِ يَقُولُ: رَأَيْتُ بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ فِي مَنَامِي وَهُوَ قَاعِدٌ فِي بُسْتَانٍ وَبَيْنَ يَدَيْهِ مَائِدَةٌ وَهُوَ يَأْكُلُ مِنْهَا فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا نَصْرٍ مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ؟ قَالَ: رَحِمَنِي وَغَفَرَ لِي وَأَبَاحَنِي الْجَنَّةَ بِأَسْرِهَا وَقَالَ لِي: كُلْ مِنْ جَمِيعِ ثِمَارِهَا وَاشْرَبْ مِنْ أَنْهَارِهَا وَتَمَتَّعْ بِجَمِيعِ مَا فِيهَا , كَمَا كُنْتَ تُحَرِّمُ عَلَى نَفْسِكَ الشَّهَوَاتِ فِي دَارِ الدُّنْيَا.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الْحَافِظُ , أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ , أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الطَّنَاجِيرِيُّ أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ , أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بن محمد العنبري , أخبرنا عبد الرحمن ابن مُعَاوِيَةَ الْقُرَشِيُّ , حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ الصَّدَفِيُّ , حدثنا جعر بن هرون , عن مسلمة ابن جَعْفَرٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِنَّ للَّهِ تَعَالَى عِبَادًا كَمَنْ رَأَى أَهْلَ الْجَنَّةِ فِي الْجَنَّةِ مُخَلَّدِينَ وَكَمَنْ رَأَى أَهْلَ النَّارِ فِي النَّارِ معذبين ,

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست