responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 196
ذَلِكَ قَالَ: مَسَّنِيَ الضُّرُّ. رَوَاهُ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالثَّانِي: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْسَاهُ الدعاء مع كثرة ذكره الله تَعَالَى , فَلَمَّا انْتَهَى زَمَانُ الْبَلاءِ أَلْهَمَهُ اللَّهُ تَعَالَى الدُّعَاءَ. رَوَاهُ الْعَوْفِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَالثَّالِثُ: أَنَّ نَفَرًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مَرُّوا به فقال بعضهم: ما أصابه هذا إلا بذنب عظيم. فعندها دعا. قاله نَوْفٌ الْبِكَالِيُّ. وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ: كَانَ لَهُ أَخَوَانِ فَأَتَيَاهُ يَوْمًا فَوَجَدَا رِيحًا فَقَالا: لَوْ كَانَ اللَّهُ عَلِمَ مِنْهُ خَيْرًا مَا بَلَغَ بِهِ هَذَا. فَمَا سَمِعَ شَيْئًا أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي
لَمْ أَبِتْ لَيْلَةً شَبْعَانَ وَأَنَا أَعْلَمُ مَكَانَ جَائِعٍ فَصَدِّقْنِي. فَصُدِّقَ وَهُمَا يَسْمَعَانِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُّمَ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لَمْ أَلْبَسْ قَمِيصًا وَأَنَا أَعْلَمُ مَكَانَ عَارٍ فَصَدِّقْنِي. فَصُدِّقَ وَهُمَا يَسْمَعَانِ , فَخَرَّ سَاجِدًا ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ لا أَرْفَعُ رَأْسِي حَتَّى تَكْشِفَ مَا بِي. فَكَشَفَ مَا بِهِ. وَالرَّابِعُ: أَنَّ إِبْلِيسَ جَاءَ إِلَى زَوْجَتِهِ بِسَخْلَةٍ فَقَالَ: لِيَذْبَحْ أَيُّوبُ هَذِهِ لِي وَقَدْ بَرَأَ. فَجَاءَتْ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: إِنْ شَفَانِيَ اللَّهُ لأَجْلِدَنَّكِ مِائَةَ جَلْدَةٍ , أَمَرْتِنِي أَنْ أَذْبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ. ثُمَّ طَرَدَهَا عَنْهُ فَذَهَبَتْ فَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لا طَعَامٌ وَلا شَرَابٌ وَلا صَدِيقٌ خَرَّ سَاجِدًا وَقَالَ: مَسَّنِيَ الضُّرُّ. قَالَهُ الْحَسَنُ. وَالْخَامِسُ: أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيْهِ فِي عُنْفُوَانِ شَبَابِهِ: إِنِّي مُبْتَلِيكَ. فَقَالَ: يَا رَبِّ وَأَيْنَ يَكُونُ قَلْبِي. قَالَ: عِنْدِي فَصَبَّ عَلَيْهِ مِنَ الْبَلاءِ حَتَّى إِذَا بَلَغَ الْبَلاءُ مُنْتَهَاهُ أَوْحَى اللَّهُ: إِنِّي مُعَافِيكَ قَالَ: يَا رَبِّ وَأَيْنَ يَكُونُ قَلْبِي. قَالَ: عِنْدَكَ. قَالَ مَسَّنِيَ الضُّرُّ. قاله إبراهيم ابن شيبان. والسادس: أَنَّ الْوَحْيَ انْقَطَعَ عَنْهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا , فَخَافَ هِجْرَانَ رَبِّهِ فَقَالَ: مَسَّنِيَ الضُّرُّ ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيُّ.
ومعنى: {نادى ربه} دَعَا وَإِنَّمَا أَضَافَ الأَمْرَ إِلَى الشَّيْطَانِ لأَنَّ الشيطان سلط عليه.
قوله تعالى: {بنصب} قَرَأَ الْحَسَنُ: {بِنَصَبٍ} بِفَتْحِ النُّونِ وَالصَّادِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: هُمَا كَالرُّشْدِ وَالرَّشَدِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: النُّصْبُ بِتَسْكِينِ الصَّادِ: الشَّرُّ. وَبِتَحْرِيكِهَا الإِعْيَاءُ. وَالْمُرَادُ: بالعذاب الأليم.

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست