responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 193
كم آثرك بِالشَّهَوَاتِ عَلَى النَّفْسِ , وَلَوْ غِبْتَ سَاعَةً صَارَا فِي حَبْسٍ , حَيَاتُهُمَا عِنْدَكَ بَقَايَا شَمْسٍ , لَقَدْ رَاعَيَاكَ طَوِيلا فَارْعَهُمَا قَصِيرًا , {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كما ربياني صغيرا} .
كَمْ لَيْلَةٍ سَهِرَا مَعَكَ إِلَى الْفَجْرِ , يُدَارِيَانِكَ مُدَارَاةَ الْعَاشِقِ فِي الْهَجْرِ , فَإِنْ مَرِضْتَ أَجْرَيَا دَمْعًا لَمْ يَجْرِ , تَاللَّهِ لَمْ يَرْضَيَا لِتَرْبِيَتِكَ غَيْرَ الْكَفِّ وَالْحِجْرِ سَرِيرًا {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كما ربياني صغيرا} .
يُعَالِجَانِ أَنْجَاسَكَ وَيُحِبَّانِ بَقَاءَكَ , وَلَوْ لَقِيتَ مِنْهُمَا أَذَى شَكَوْتَ شَقَاءَكَ , مَا تَشْتَاقُ لَهُمَا إِذَا غابا ويشتقاقان لِقَاءَكَ , كَمْ جَرَّعَاكَ حُلْوًا وَجَرَّعْتَهُمَا مَرِيرًا {وَقُلْ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} .
أتحسن الإساءة في مقابلة الإحسان , أو ما تَأْنَفُ الإِنْسَانِيَّةُ لِلإِنْسَانِ , كَيْفَ تُعَارِضُ حُسْنَ فَضْلِهِمَا بِقُبْحِ الْعِصْيَانِ , ثُمَّ تَرْفَعُ عَلَيْهِمَا صَوْتًا جَهِيرًا , {وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} .
تُحِبُّ أَوْلادَكَ طَبْعًا , فَأَحْبِبْ وَالِدَيْكَ شَرْعًا , وَارْعَ أَصْلا أَثْمَرَ لَكَ فَرْعًا , وَاذْكُرْ لُطْفَهُمَا بِكَ وَطِيبَ الْمَرْعَى أَوَّلا وَأَخِيرًا {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كما ربياني صغيرا} .
تَصَدَّقْ عَنْهُمَا إِنْ كَانَا مَيِّتَيْنِ , وَصَلِّ لَهُمَا وَاقْضِ عَنْهُمَا الدَّيْنِ , وَاسْتَغْفِرْ لَهُمَا وَاسْتَدِمْ هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ , وَما تُكَلَّفُ إِلا أَمْرًا يَسِيرًا {وَقُلْ رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} .

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست