responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 172
بِهِ , وَالْخَرَاجُ: مَا لَزِمَكَ أَدَاؤُهُ. {قَالَ مَا مكني فيه ربي خير} مما تبذلون {فأعينوني بقوة} قَالَ مُجَاهِدٌ: بِالرِّجَالِ وَقَالَ ابْنُ السَّائِبِ: بِالآلَةِ. وَالرَّدْمُ: الْحَاجِزُ. وَالزُّبَرُ: الْقِطَعُ وَالصَّدَفَانِ: جَانِبَا الْجَبَلِ.
قَالَ عُلَمَاءُ السِّيَرِ: لَمَّا وَصَلَ إِلَى مُدُنٍ ممطلة قَدْ بَقِيَ فِيهَا بَقَايَا سَأَلُوهُ أَنْ يَسُدَّ مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ , فَأَمَرَ الصُّنَّاعَ فَضَرَبُوا اللَّبِنَ مِنَ الْحَدِيدِ , طُولُ كُلِّ لَبِنَةٍ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ وَسُمْكُهَا شِبْرٌ.
وَرَوَى سَلامٌ التَّرْجُمَانُ قَالَ: بَعَثَنِي الْوَاثِقُ إِلَى السَّدِّ وَضَمَّ إِلَيَّ خَمْسِينَ رَجُلا , وَأَعْطَانَا مَالا , فَمَا زِلْنَا نَتَنَقَّلُ الْبِلادَ وَتَبْعَثُ الْمُلُوكُ مَعَنَا الأَدِلاءَ إِلَى أَنْ صِرْنَا إِلَى أَرْضٍ سَوْدَاءَ مُنْتِنَةِ الرِّيحِ , فَسِرْنَا فِيهَا عَشَرَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ صِرْنَا إِلَى مُدُنٍ خَرَابٍ فَسِرْنَا فِيهَا خَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْمًا , وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَطْرُقُونَهَا , ثُمَّ صِرْنَا إِلَى حُصُونٍ بِالْقُرْبِ
مِنَ السَّدِّ وَفِيهَا قَوْمٌ يتكلمون بالعربية والفارسية مسلمون يقرأون الْقُرْآنَ , فَسَأَلُونَا: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتُمْ؟ قُلْنَا: نَحْنُ رُسُلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالُوا: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا قَطُّ. ثُمَّ صِرْنَا إِلَى جَبَلٍ أَمْلَسَ وَفِيهِ السَّدُّ , وَهُنَاكَ بَابٌ حَدِيدٌ لَهُ مِصْرَاعَانِ مُغْلَقَانِ , عَرْضُ كُلِّ مِصْرَاعٍ خَمْسُونَ ذِرَاعًا فِي ارْتِفَاعِ خَمْسِينَ فِي ثِخَنِ خَمْسَةِ أَذْرُعٍ , وَقَائِمَتَاهُمَا فِي دَوَّارَةٌ , وَعَلَى الْبَابِ قُفْلٌ طُولُهُ سَبْعَةُ أَذْرُعٍ فِي غِلَظِ ذِرَاعٍ , وَارْتِفَاعُ الْقُفْلِ مِنَ الأَرْضِ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَفَوْقَ الْقُفْلِ بِقَدْرِ خَمْسَةِ أَذْرُعٍ غَلَقٌ طُولُهُ أَكْثَرُ مِنْ طُولِ الْقُفْلِ وَقَفِيزٌ , وَعَلَى الْغَلَقِ مِفْتَاحٌ مُعَلَّقٌ فِي سِلْسِلَةٍ طولها ثمان أَذْرُعٍ فِي اسْتِدَارَةِ أَرْبَعَةِ أَشْبَارٍ , وَعَتَبَةُ الْبَابِ عَشَرَةُ أَذْرُعٍ , وَرَئِيسُ تِلْكَ الْحُصُونِ يَرْكَبُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فِي عَشَرَةِ فَوَارِسَ , مَعَ كُلِّ فَارِسٍ مِرْزَبَةٌ حَدِيدٌ , فَيُضْرَبُ الْقُفْلُ بِتِلْكَ الْمِرْزَبَاتِ مَرَّاتٍ لِيَسْمَعُوا الصَّوْتَ فَيَعْلَمُوا أَنَّ هُنَاكَ حَفَظَةٌ.
وَقَدْ رُوِّينَا أَنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ الْحُصَيْنِ , أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ , أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ , حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ , حَدَّثَنِي أَبِي , حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ , حَدَّثَنَا أَبُو رَافِعٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ لَيَحْفِرُونَ السَّدَّ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 172
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست