responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 155
إِلا عُتُوًّا. فَدَعَا اللَّهَ أَنْ يَنْصُرَهُ عَلَيْهِمْ , فَبَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَأَقْبَلُوا مُشَاةً فِي صُورَةِ رِجَالٍ شَبَابٍ , فَنَزَلُوا عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَامَ يَخْدِمُهُمْ , وَقَدَّمَ إِلَيْهِمُ الطَّعَامَ فلم يأكلوا , فقالوا: لا نأكل طعاماً إلى بِثَمَنِهِ. قَالَ: فَإِنَّ لَهُ ثَمَنًا. قَالُوا: مَا هُوَ؟ قَالَ: تَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى
عَلَى أَوَّلِهِ وَتَحْمَدُونَهُ عَلَى آخِرِهِ. فَنَظَرَ جِبْرِيلُ إِلَى مِيكَائِيلَ وَقَالَ: حَقٌّ لِهَذَا أَنْ يَتَّخِذَهُ اللَّهُ خَلِيلا!
فَلَمَّا رَأَى امْتِنَاعَهُمْ خَافَ أَنْ يَكُونُوا لُصُوصًا , فَقَالُوا: " لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قوم لوط " فَضَحِكَتْ سَارَّةُ تَعَجُّبًا وَقَالَتْ: نَخْدِمُهُمْ بِأَنْفُسِنَا وَلا يَأْكُلُونَ طَعَامَنَا! فَقَالَ جِبْرِيلُ: أَيَّتُهَا الضَّاحِكَةُ أَبْشِرِي بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ , وَكَانَتْ بِنْتَ تِسْعِينَ سَنَةً وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً.
فَلَمَّا سَكَنَ رَوْعُ إِبْرَاهِيمَ وَعَلِمَ أَنَّهُمْ مَلائِكَةٌ أخذ يناظرهم , فقال: أتهلكون قرية
فيها أربعمائة مؤمن؟ قالوا: لا. قال: ثلاثمائة؟ قَالُوا: لا. قَالَ: مِائَتَانِ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: أَرْبَعُونَ؟ قَالُوا: لا. قَالَ: أَرْبَعَةَ عَشَرَ؟ قَالُوا: لا. وَكَانَ يَعُدُّهُمْ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَعَ امْرَأَةِ لوط. فقال: إن فيها لوطاً. قالوا: نحن أعلم بمن فيها. فَسَكَتَ وَاطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ. ثُمَّ خَرَجُوا مِنْ عِنْدِهِ فَجَاءُوا إِلَى لُوطٍ وَهُوَ فِي أَرْضٍ لَهُ يَعْمَلُ , فَقَالُوا: إِنَّا مُتَضَيِّفُونَ اللَّيْلَةَ بِكَ. فَانْطَلَقَ بِهِمْ وَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَقَالَ: أَمَا تَعْلَمُونَ مَا يَعْمَلُ أَهْلُ هَذِهِ الْقَرْيَةِ؟ وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَخْبَثَ مِنْهُمْ!
فَلَمَّا دَخَلُوا مَنْزِلَهُ انْطَلَقَتِ امْرَأَتُهُ فَأَخْبَرَتْ قومها.
قوله تعالى: {سيء بهم} أَيْ سَاءَهُ مَجِيءُ الرُّسُلِ , لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْهُمْ وَخَافَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَوْمِهِ {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا} قَالَ الزَّجَّاجُ: يُقَالُ ضَاقَ بِفُلانٍ أَمْرُهُ ذَرْعًا إِذَا لَمْ يَجِدْ مِنَ الْمَكْرُوهِ مَخْلَصًا. وَقَالَ ابْنُ الأَنْبَارِيِّ: ضَاقَ بِهِمْ وِسْعُهُ , فَنَابَ الذَّرْعُ عن الوسع {وقال هذا يوم عصيب} يُقَالُ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ [وَعَصَبْصَبٌ] إِذَا كَانَ شديداً.

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 155
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست