responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 153
اسْتُلِبَ بِكَفِّ التَّمْزِيقِ , هَذَا لَحْدُهُ وَأَنْتَ غَدًا به {من يعمل سوءا يجز به} .
كَمْ نُهِيَ عَنِ الْخَطَايَا وَمَا انْتَهَى , وَكَمْ زجرته الدنيا وهو يسعى لها , هذا ركنه الْقَوِيمُ قَدْ وَهَى , وَهَا أَنْتَ فِي سَلْبِهِ {من يعمل سوءا يجز به} .
أَيْنَ مَنْ عَتَا وَظَلَمَ , وَلَقِيَ النَّاسُ مِنْهُ الأَلَمَ , اقْتَطَعَهُ الرَّدَى اقْتِطَاعَ الْجَلَمِ , فَمَا نَفَعَهُ مَا جَمَعَهُ , لا وَاللَّهِ وَلَمْ يَدْفَعْ عَنْهُ عِزُّ مَنْصِبِهِ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} .
بَاتَ فِي لَحْدِهِ أَسِيرًا , لا يَمْلِكُ مِنَ الدُّنْيَا نَقِيرًا , بَلْ عَادَ بِوِزْرِ ذَنْبِهِ عَقِيرًا , وَأَصْبَحَ مِنْ مَالِهِ فَقِيرًا عَلَى عِزِّ نَسَبِهِ وَكَثْرَةِ نَشَبِهِ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} .
اللذات تفنى عن قَلِيلٍ وَتَمُرُّ , وَآخِرُ الْهَوَى الْحُلْوِ مَرٌّ وَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا شَيْءٌ يُسِرُّ إِلا يَغُرُّ وَيَضُّرُ , ثُمَّ يَخْلُو ذُو الزَّلَلِ بِمُكْتَسَبِهِ {مَنْ يَعْمَلْ سوءا يجز به} .
الْكِتَابُ يَحْوِي حَتَّى النَّظْرَةِ , وَالْحِسَابُ يَأْتِي عَلَى الذَّرَّةِ , وَخَاتِمَةُ كَأْسِ اللَّذَّاتِ
مُرَّةٌ , وَالأَمْرُ جَلِيٌّ لِلْفُهُومِ مَا يُشْتَبَهُ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ به} .
تَقُومُ فِي حَشْرِكَ ذَلِيلا , وَتَبْكِي عَلَى الذُّنُوبِ طَوِيلا , وَتَحْمِلُ عَلَى ظَهْرِكَ وِزْرًا ثَقِيلا , وَالْوَيْلُ لِلْعَاصِي مِنْ قَبِيحِ مُنْقَلَبِهِ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يجز به} .
يُجْمَعُ النَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَعِيدٍ , وَيَنْقَسِمُونَ إِلَى شَقِيٍّ وَسَعِيدٍ , فَقَوْمٌ قَدْ حَلَّ بِهِمُ الْوَعِيدُ , وَقَوْمٌ قِيَامَتُهُمْ نُزْهَةٌ وَعِيدٌ , وَكُلُّ عَامِلٍ يَغْتَرِفُ مِنْ مَشْرَبِهِ. {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} .
إِنَّمَا يَقَعُ الْجَزَاءُ عَلَى أَعْمَالِكَ , وَإِنَّمَا تَلْقَى غَدًا غِبَّ أَفْعَالِكَ وَقَدْ قَصَدْنَا إِصْلاحَ حَالِكَ , فَإِنْ كُنْتَ مُتَيَقِّظًا فَاعْمَلْ لِذَلِكَ وَإِنْ كُنْتَ نَائِمًا فَانْتَبِهْ {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} .

اسم الکتاب : التبصرة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست