responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البر والصلة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 108
دَلَلْتُكَ عَلَى مَوْضِعٍ تَفْتَحَ بِهِ الْمَدِينَةَ بِأَيْسَرِ الْحِيلَةِ، وَأَخَفِّ الْمَؤُنَةِ، ثُمَّ رَمَتْ بِالنُّشَّابَةِ نَحْوَ أَرْدَشِيرَ، فَقَرَأَهُ وَأَخَذَ نُشَّابَةً، وَكَتَبَ إِلَيْهَا: لَكِ الْوَفَاءُ بِمَا سَأَلْتِينِي، ثُمَّ أَلْقَاهَا إِلَيْهَا، فَكَتَبَتْ مَا دَلَّتَهُ عَلَى الْمَوْضِعِ، فَافْتَتَحَهَا وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ غَارُّونَ لَا يَشْعُرُونَ، فَقَتَلَ الْمَلِكَ، وَأَكْثَرَ الْقَتْلَ فِيهَا، وَتَزَوَّجَهَا، فَبَيْنَا هِيَ ذَاتَ لَيْلَةٍ عَلَى فِرَاشِهِ أَنْكَرَتْ مَكَانَهَا، حَتَّى سَهِرَتْ أَكْثَرَ لَيْلِهَا، فَقَالَ لَهَا: مَالَكِ؟ قَالَتْ: أَنْكَرْتُ فِرَاشِي، فَنَظَرُوا تَحْتَ الْفِرَاشِ، فَإِذَا طَاقَةُ أَسٍّ قَدْ أَثَّرَتْ فِي جِلْدِهَا، فَتَعَجَّبَ مِنْ رِقَّةِ بَشْرَتِهَا، فَقَالَ لَهَا: مَا كَانَ أَبُوكِ يَغْذُوكِ، قَالَتْ: كَانَ أَكْثَرُ غِذَايَ عِنْدَهُ: الشَّهْدُ، وَالْمُخُ، وَالزُّبْدُ، فَقَالَ لَهَا: مَا أَحَدٌ بَالَغَ بِكِ مِنَ الْحِبَاءِ وَالْكَرَامَةِ مَبْلَغَ أَبِيكِ، وَإِنْ كَانَ جَزَاؤُهُ عِنْدَكِ عَلَى جَهْدِ إِحْسَانِهِ مَعَ لُطْفِ فِرَاشِهِ، وَعِظَمِ حَقِّهِ إِسَاءَتَكِ إِلَيْهِ، وَمَا أَنَا بِآمِنٍ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْكِ، ثُمَّ أَمَرَ بِأَنْ تُعْقَدَ قُرُونُهَا بِذَنَبِ فَرَسٍ شَدِيدِ الْجَرْيِ، ثُمَّ يَجْرِي، فَفُعِلَ ذَلِكَ بِهَا حَتَّى تَسَاقَطَتْ عُضْوًا عُضْوًا "
- 133 أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: أَنْبَأَ الْمُبَارَكُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَ ابْنُ حَيُّوَيْهِ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْحَسَنِ، قثنا أَبُو عُمَرَ الْبَاهِلِيُّ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: " كَانَتْ رَقَاشُ امْرَأَةً مِنْ إِيَادِ بْنِ نِزَارٍ، وَكَانَ أَبُوهَا يُحِبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا، فَخَطَبَهَا رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا، فَأُعْجِبَتْ بِهِ وَوَقَعَ مِنْ قَلْبِهَا، وَامْتَنَعَ أَبُوهَا مِنْ تَزْوِيجِهِ، فَسَقَتْ أَبَاهَا شَرْبَةً، فَلَمَّا وَجَدَ حَسَّ الْمَوْتَ، قَالَ: يَا رَقَاشُ، قَتَلْتِينِي لِمَنْ هُوَ أَبْعَدُ مِنِّي، وَسَوْفَ يَنَالُكِ وَبَالُ النِّقْمَةِ، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُوهَا، تَزَوَّجَتْ بِذَلِكَ الرَّجُلِ، فَلَمْ يَنْشَبْ أَنْ ضَرَبَهَا، فَقِيلَ لَهَا: يَا رَقَاشُ، ضَرَبَكِ زَوْجُكِ؟ فَقَالَتْ: مَنْ قَلَّ نَاصِرُهُ اعْتَرَفَ بِالذُّلِّ، ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ أَنْ تَزَوَّجَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ لَهَا: تَزَوَّجَ عَلَيْكِ فَلَوْ سَأَلْتِيهِ الطَّلَاقَ؟ فَقَالَتْ: لَا أَبْغِي الشَّرَّ بِالشَّرِّ "
- 134 أخبرنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ: أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُعَدَّلُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْجَزَّارُ، قثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ

اسم الکتاب : البر والصلة المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست