اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 82
فضل في نية الاعتكاف وتحية المسجد
...
42- فصل [في نية الاعتكاف وتحية المسجد] :
185- وينبغي للجالس في المسجد أن ينوي الاعتكاف، فإنه يصحّ اعتكافه عندنان ولو لم يمكث إلا لحظة؛ بل قال بعض أصحابنا: يصحّ اعتكاف من دخل المسجد مارّاً ولم يمكث، فينبغي للمارّ أيضاً أن ينوي الاعتكاف ليُحَصِّلَ فضيلتَه عند هذا القائل، والأفضل أن يقف لحظة، ثم يمرّ، وينبغي للجالس فيه أن يأمر بما يراه من المعروف، وينهي عمّا يراه من المنكر؛ وهذا وإن كان الإِنسان مأموراً به في غير المسجد، إلا أنه يتأكد القولُ به في المسجد صيانةً له وإعظاماً، وإجلالاً، واحتراماً.
186- قال بعض أصحابنا: من دخل المسجد، فلم يتمكن من صلاة تحية المسجد: إما لحدث، وإما لشغل، أو نحوه؛ يستحب له أن يقول أربع مرات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، واللَّه أكبرُ؛ فقد قال به بعض السلف، وهذا لا بأس به؛ والله أعلمُ.
43- باب إنكاره ودعائه على من يَنشُدُ ضالّةً في المسجد، أو يبيعُ فيه:
187- روينا في "صحيح مسلم" [رقم: 568] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يَنْشُدُ ضَالَّةً في المَسْجِدِ، فَلْيَقُلْ: لا رَدَّها الله عَلَيْكَ، فإِنَّ المَساجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا".
188- وروينا في "صحيح مسلم" [رقم: 569] أيضاً، عن بُريدة رضي الله عنه؛ أن رجلاً نشدَ في المسجد، فقال: مَن دَعا إليَّ الجمل الأحمر؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "لا وَجَدْتَ! إنَّمَا بُنِيَت المساجدُ لِمَا بُنِيَتْ له".
189- وروينا في "كتاب الترمذي" [رقم: 1321] في آخر كتاب البيوع منه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذَا رأيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ، أوْ يَبْتَاعُ في المَسْجِدِ، فَقُولُوا: لا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجارَتَكَ! وَإذَا رَأيْتُمُ مَنْ ينشدُ فيهِ ضَالَّةً، فَقُولُوا: لا رَدَّها اللَّهُ عَلَيْكَ". قال الترمذي: حديث حسن.
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 82