اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 624
العبادةُ"، ولأن الدعاءَ هُو إظهارُ الافتقار إلى الله تعالى. وقالت طائفةٌ: السكوت والخمودُ تحتَ جريان الحكم أتمّ، والرضا بما سبقَ بهِ القدرُ أولى. وقال قومٌ: يكونُ صاحبَ دُعاءٍ بلسانه، ورضا بقلبهِ، ليأتيَ بالأمرين جميعاً.
2017- قال القشيري 221/3: والأولى أن يُقال: الأوقات مختلفةٌ، ففي بعض الأحوال الدعاء أفضلُ من السكوت، وهو الأدب؛ وفي بعض الأحوالِ السكوت أفضلُ من الدعاءِ، وهو الأدبُ؛ وإنما يُعرف ذلك بالوقت، فإذا وجدَ في قلبه إشارةً إلى الدعاء، فالدعاءُ أولى به؛ وإذا وجد إشارةً إلى السكوت، فالسكوتُ أولى به وأتمُّ.
2018- قال [الرسالة 222/3] : ويصحّ أن يُقال: ما كان للمسلمين فيه نصيبٌ، أو لله -سبحانهُ وتعالى- فيه حقّ، فالدعاءُ أولى لكونهِ عبادة، وإن كان لنفسك فيه حظّ، فالسكوتُ أتمّ.
2019- قال [الرسالة 222/3] : ومن شرائط الدعاءِ أن يكون مطعمهُ حلالاً.
2020- وكان يحيى بن معاذٍ الرازي -رضي الله عنهُ- يقولُ [الرسالة 223/3] : إليه كيف أدعوكَ وأنا عاصٍ؟ وكيف لا أدعوك وأنت كريم؟
2021- ومن آدابه حضور القلب، وسيأتي دليلهُ إن شاء الله تعالى.
2022- وقال بعضُهم [الرسالة 225/3] : المرادُ بالدعاءِ إظهارُ الفاقةِ، وإلا فالله -سبحانهُ وتعالى- يفعلُ ما يشاءُ.
2023- وقال الإِمام أبو حامدٍ الغزالي في الإِحياء [304/1] : آدابُ الدعاءِ عشرةٌ:
الأول: أن يترصَّد الأزمان الشريفة، كيوم عَرَفَة، وشهر رمضان، ويوم الجمعة، والثلث الأخير من الليل، ووقت ِ الأسحار.
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 624