اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 564
بابٌ في ألفاظٍ يكره استعمالها
مدخل
... بابٌ في ألفاظٍ يُكرهُ استعمالُها:
1801- رَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: 6179] ، ومسلمٍ [رقم: 2250، 2251] ؛ عن سهل بن حنيفٍ، وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: "لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي".
1802- وَرَوَيْنَا في "سنن أبي داود" [رقم: 4979] ، بإسناد صحيح؛ عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم؛ قال: "لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: جاشَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي".
قال العلماء: معنى "لَقِسَتْ" و"جَاشَتْ": غثت؛ قالوا: وإنما كُرِه "خبثت" لِلَفظ الخبث والخبيث.
قال الإِمام أبو سليمان الخطابي [5/ 258] : لقست وخبثت معناهما واحدٌ، وإنما كُرِه خبثت للفظ الخبث وبشاعة الاسم منهُ، وعلمهمُ الأدب في استعمال الحسن منه وهجران القبيح، وجاشت بالجيم والشين المعجمة، ولقست بفتح اللام وكسر القاف.
515- فصل [كراهة تسمية العنب كرماً] :
1803- رَوَيْنَا في صحيحي البخاري [رقم: 6183] ، ومسلم [رقم: 2246] ؛ عن أبي هريرة رضي الله عنهُ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُونَ: الكرمُ، إنَّمَا الكَرْمُ قَلْبُ المؤْمِنِ".
وفي رواية لمسلم [رقم: 2247] : "لا تُسَمُّوا العنبَ الكَرْمَ، فإنَّ الكَرْمَ المسلمُ".
وفي رواية له: "فإنَّ [1] الكَرْمَ قلبُ المُؤْمِنِ".
1804- وَرَوَيْنَا في "صحيح مسلم" [رقم: 2248] ، عن وائلَ بن حِجر رضي الله عنهُ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تَقُولُوا: الكَرْمَ، وَلَكِنْ قُولُوا: العِنَبَ والحَبَلَة".
قلت: "الحَبَلة" بفتح الحاء والباء، ويُقال أيضاً: بإسكان الباء؛ قاله الجوهري 4/ 1665 وغيرُه، والمراد من هذا الحديث النهي عن تسمية العنبِ كرماً، وكانت الجاهليةُ تسمّيه: كرماً، وبعضُ الناس اليوم تُسمّيه كذلك، ونهى النبيّ صلى الله عليه وسلم عن هذه التسمية.
قال الإِمام الخطابي 5/ 256 وغيره من العلماء: أشفق النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يدعوهم حسنُ اسمها إلى شربِ الخمرِ المتخذةِ من ثمرِها، فسلبَها هذا الاسم؛ والله أعلمُ. [1] في نسخة: "فإنما".
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 564