اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 439
378- فَصْلُ [جواز القيام لأصحاب الفضل] :
1363- وأما إكرامُ الداخل بالقيام، فالذي نختارهُ أنه مستحبّ لمن كان فيه فضيلةٌ ظاهرةٌ من علم، أو صلاح، أو شرفٍ، أو ولايةٍ مصحوبةٍ بصيانةٍ، أو له ولادةٌ، أو رَحِمٌ مع سنّ ونحو ذلك، ويكون هذا القيام للبِرّ والإِكرام والاحترام، لا للرياء والإِعظام، وعلى هذا الذي اخترناه استمرّ عمل السلف والخلف؛ وقد جمعت في ذلك جزءاً[1] جمعتُ فيه الأحاديث والآثار، وأقوال السلف، وأفعالهم الدّالة على ما ذكرته، ذكرتُ فيه ما خالفها، وأوضحتُ الجوابَ عنهُ، فمن أشكلَ عليهِ من ذلك شيءٌ ورغبَ في مُطالعةِ ذلكَ الجزءِ رجوتُ أن يزُول إشكالهُ إن شاءَ الله تعالى؛ واللهُ أعلمُ. [راجع "التبيان"، رقم: 303] . [1] وقد طبع هذا الجزء في دار الفكر بدمشق بعنوان "الترخيص بالقيام لذوي الفضل والمزية مِنْ أهْلِ الإِسْلامِ" عام 1981م، بتحقيق أحمد راتب حموش. وأفضل من هذه الطبعة، ما طبعة الأستاذ كيلاني محمد خليفة، في دار البشائر الإسلامية ببيروت، بعنوان: "الترخيص في الإكرام بالقيام لذوي الفضل والمزية مِنْ أهْلِ الإِسْلامِ، على جهة البر والتوقير والاحترام، لا على جهة الرياء والإعظام عام 1988م.
379- فصلُ [زيارة الصالحين] :
1364- ويستحبّ استحباباً متأكداً زيارة الصالحين والإِخوان والجيران والأصدقاء والأقارب، وإكرامهم وبِرُّهم وصلتهم؛ وضبطُ ذلك يختلفُ باختلافِ أحوالهم ومراتبهم وفراغهم. وينبغي أن تكون زيارتهُ لهم على وجهٍ لا يكرهونهُ، وفي وقتٍ يرتضونهُ.
1365- والأحاديث والآثارُ في هذا كثيرةٌ مشهورةٌ، ومن أحسنها ما رويناه في "صحيح مسلم" [رقم: 2567] ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن رجلاً زارَ أخاً لهُ في قريةٍ أخرى، فأرصدَ اللَّهُ تَعالى لَهُ على مَدْرَجته مَلَكاً، فلما أتى عليه، قال: "أين تريدُ؟ قال: أريدُ أخاً لي في هذه
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 439