اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 268
والأحاديث بنحو ما ذكرته كثيرة مشهورة.
773- وأما الأحاديث الصحيحة أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فليست على ظاهرها وإطلاقها، بل هي مُئَوَّلَةٌ. واختلف العلماء في تأويلها على أقوال: أظهرها -والله أعلم- أنها محمولة على أن يكون له سبب في البكاء، إما بأن يكون أوصاهم به، أو غير ذلك، وقد جمعت كل ذلك، أو معظمه في كتاب الجنائز من "شرح المهذب" [6/ 277] ؛ والله أعلمُ.
774- قال أصحابنا: ويجوز البكاء قبل الموت، وبعده، ولكن قبله أولى للحديث الصحيح: "فإذَا وَجَبَتْ فلا تَبكِيَنَّ باكية" [مالك رقم، 552؛ أبو داود، رقم: 3111؛ النسائي، رقم: 1846؛ ابن ماجه، رقم: 2803] وقد نصّ الشافعي -رحمه الله- والأصحاب على أنه يُكره البكاءُ بعد الموت كراهة تنزيه، ولا يحزمُ، وتأوّلوا حديث: "فَلاَ تَبْكينَّ بَاكِيَةٌ" على الكراهة [انظر الأم 1/ 279، 280] .
باب التعزية
مدخل
... بابُ التَّعْزِيَة:
775- روينا في "كتاب الترمذي" [رقم: 1073] ، و"السنن الكبرى" للبيهقي 4/ 59، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مَنْ عَزَّى مُصَاباً فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ". وإسناده ضعيف.
776- وروينا في "كتاب الترمذي" [رقم: 1076] أيضاً، عن أبي برزة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مَنْ عَزَّى ثَكْلَى كُسِيَ بُرْداً في الجَنَّةِ". قال الترمذي: ليس إسناده بالقويّ.
777- وروينا في "سنن أبي داود" [رقم: 3123] والنسائي [رقم: 1880] ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، حديثاً طويلاً فيه
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 268