اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 114
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [1] ["التبيان في آداب حملة القرآن"، رقم: 456] .
277- وأما الوترُ، فإذا أوتر بثلاث ركعات قرأ في الأولى بعد الفاتحة: [87 سورة] {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وفي الثانية: [109 سورة] {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ، وفي الثالثة: [112 سورة] {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، مع المعوّذتين؛ وكل هذا الذي ذكرناه جاءت به أحاديث في الصحيح [أبو داود، رقم: 1423 و1424] وغيره مشهورةٌ، استغنينا بشُهرتها عن ذكرها، ["التبيان في آداب حملة القرآن"، رقم: 457] والله أعلمُ. [1] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار" 495/1: وأما القراءة في ركعتي الاستخارة فلم أقف عليها في شيء من الأحاديث. وقد ذكر شيخنا [زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقي] في "شرح الترمذي" كلام النووي، وقال: سيفه إليه الغزالي في "الإِحياء" [272/1] ولم أجد لذلك أصلًا، ولكنه حسن؛ لأن المقام يناسب الإخلاص، قال: ولو قرأ فيهما بمثل قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص: 86] وبمثل قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} ، [الأحزاب: 36] لكان مناسبًا.
قلت [والقائل ابن حجر] : قرأتُ في كتاب جمعه الحافظ أبو المحاسن عبد الرزاق الطبسي -بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة بعدها سين مهملة، ثم بالنسب- فيما يقرأ في الصلوات، أن الإمام أبا عثمان الصابوني ذكر في أماليه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه زين العابدين أنه كان يقرأ في ركعتي الاستخارة بسورة الرحمن، وسورة الحشر.
قال الصابوني: وأنا أقرأ فيهما: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1] لأن فيها {وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى} [الأعلى:8] ؛ وفي الثانية: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: 1] لأن فيها {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 7] .
قال الطبسي: وحكى شيخنا طريف بن محمد الحيري، عن بعض السلف أنه كان يقرأ في الأولى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} إلى قوله: {وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 36، 37] والثانية فيها: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً} [الأحزاب: 36، 37] ولم يذكر الصابوني ولا الطبسي لما كان يقرأه زين العابدين مناسبة، ويحتمل أن يكون لَحَظَ قوله تعالى في أوله: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] وفي الثانية الأسماء الحسنى التي في آخرها ليدعو بها في الأمر الذي يريده، والعلم عند الله تعالى. اهـ.
اسم الکتاب : الأذكار - ط ابن حزم المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 114