responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأذكار - ت الأرنؤوط المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 255
733 - قلت: هذا الذي ذكره الشاشيُّ حسن فقد روينا في " صحيح البخاري " عن أنس رضي الله عنه قال: " كان غلامٌ يهوديٌّ يخدُم النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فمرضَ، فأتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم يعودُه، فقعدَ عند رأسه فقال له: أسْلِمْ، فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال: أطعْ أبا القاسم، فأسلم، فخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو يقول: " الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ ".
734 - وروينا في " صحيحي البخاري ومسلم " عن المسيِّب بن حَزْن والد سعيد بن المسيِّب رضي الله عنه قال: لما حضرتْ أبا طالب الوفاةُ، جاءه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا عَمّ قُلْ: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ... " وذكر الحديث بطوله.
قلتُ: فينبغي لعائد الذميّ أن يرغّبه في الإِسلام، ويبيِّن له محاسنَه، ويحثَّه عليه، ويحرّضه على معاجلته قبل أن يصيرَ إلى حال لا ينفعه فيها توبته، وإن دعا له دعا بالهداية ونحوها.
فصل:
وأما المبتدعُ وَمَنْ اقترف ذنباً عظيماً ولم يَتُبْ منه [1] ، فينبغي أن لا يسلِّم عليهم، ولا يردّ عليهم السلام، كذا قاله البخاري وغيره من العلماء:
735 - واحتجّ الإمام أبو عبد الله البخاري في " صحيحه " في هذه المسألة: بما رويناه في " صحيحي البخاري ومسلم " في قصة كعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلَّف عن غزوة تبوك هو ورفيقان له [2] ، قال: " ونهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا قال: وكنتُ آتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأُسلِّم عليه فأقولُ: هل حرّكَ شَفتيه بردّ السلام أم لا؟ " قال البخاري: وقال
عبدُ الله بن عمرو: لا تسلِّموا على شَرَبَة الخمر.
قلتُ: فإن اضّطُر إلى السلام على الظلمة، بأن دخل عليهم وخاف ترتب مفسدة في دينه أو دنياه أو غيرهما إن لم يسلّم، سلّم عليهم.
قال الإِمام أبو بكر بن العربي: قال العلماء: يسلِّم، وينوي أن السلام اسم من أسماء الله تعالى المعنى: الله عليكم رقيب.
فصل:
وأما الصبيان فالسنّة أن يسلِّم عليهم.

[1] قال ابن علاّن في " شرح الأذكار ": قال الحافظ في " الفتح ": التقليد به جيد، لكن في الاستدلال لذلك بقصة كعب نظر، فإنه ندم على ما صدر منه وتاب، ولكن أخر الكلام معه حتى قبل الله توبته، وقضيته أن لا يكلم حتى تقبل توبته، ويمكن الجواب بأن الاطلاع على القول في قصة كعب كان ممكنا، وأما بعده، فيكفي ظهور علامة من الندم والإقلاع، وأمارة صدق ذلك.
[2] قال ابن علاّن في " شرح الأذكار ": قال الحافظ: في هذه العبارة ما قد يوهم أنهم اتفقوا على التخلف، وليس مرادا، واسم صاحبية، هلال بن أمية، مرارة بن الربيع.
(*)
اسم الکتاب : الأذكار - ت الأرنؤوط المؤلف : النووي، أبو زكريا    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست