اسم الکتاب : الأذكار - ت الأرنؤوط المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 194
هَذَا حَرَمُكَ وأمْنُكَ فَحَرِّمنِي على النارِ، وأمِّنّي مِن عَذَابِكَ يَومَ تَبْعَثُ عِبادَكَ، وَاجْعَلْنِي مِن أولِيائِك وَأهْلِ طَاعَتِكَ، ويدعو بما أحبّ [1] .
[فصل] :
فإذا دخل مكة ووقع بصرُه على الكعبة ووصلَ المسجدَ، استحبّ له أن يرفع يديه ويدعو، فقد جاء أنه يُستجاب دعاءُ المسلم عند رؤية الكعبة، ويقول: اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا البَيْتَ تَشْريفاً وَتَعْظِيماً وَتَكْرِيماً وَمَهَابَةً، وَزِدْ مِن شَرَّفَهُ وكَرمَهُ مِمَّنْ حَجَّه أو اعْتَمَرَه تَشْرِيفاً وَتَكْرِيماً وَتَعْظِيماً وَبِرّاً.
ويقول: اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ، حَيِّنا رَبَّنا بالسَّلامِ، ثم يدعو بما شاء من خيراتِ الآخرة والدنيا، ويقول عند دخول المسجد ما قدّمناه في أوّل الكتاب في جميع المساجد.
فصل في أذكار الطواف:
يُستحبّ أن يقول عند استلام الحجر الأسود وعند ابتداء الطواف أيضاً: بِسمِ اللَّهِ واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَاناً بِكَ وَتَصدِيقاً بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ وَاتِّباعاً لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم.
ويُستحبّ أن يكرِّر هذا الذكر عند محاذاة الحجر الأسود في كل طوفة، ويقولُ في رمله في الأشواط الثلاثة: " اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حجا مبرورا وذنْباً مَغْفُوراً، وَسَعْياً مَشْكُوراً " [2] .
ويقول في الأربعة الباقية من أشواظا لطواف: " اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حسنة وفي الآخرة حسنة وَقِنا عَذَابَ النَّارِ ".
قال الشافعي رحمه الله: أحبُّ ما يُقال في الطواف: اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا [1] قال ابن علاّن في شرح الأذكار: قال المصنف في " المجموع " عن الماوردي: إن جعفر بن محمد روى عن أبيه، عن جده قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند دخوله مكة: " اللهم البلد بلدك، والبيت بيتك، جئت أطلب رحمتك، وألزم طاعتك، متبعا لأمرك، راضيا بقدرك، مستسلما لأمرك، أسألك مسألة المضطر إليك، المشفق من عذابك، خائفا لعقوبتك، أن تستقبلني بعفوك، وأن تتجاوز عني برحمتك، وأن تدخلني جنتك " قال ابن علاّن: قال الحافظ: ولم يسنده الماوردي ولا وجدته موصولا ولا الذي قبله، وجعفر هذا هو الصادق، وأبوه محمد هو باقر، وأما جده، فإن كان الضمير لمحمد، فهو حسين بن علي، ويحتمل أن يريد أباه علي بن أبي طالب لأنه جد الأعلي، وعلى الأول يكون مرسلا، وقد وجدت في " مسند
الفردوس " من حديث ابن مسعود قال: لما طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت وضعُ يده على الكعبة فقال: اللَّهُمَّ البَيْتُ بَيْتُك، ونحن عبيدك، نواصيا بيدك ... فذكره حديثا، وسنده ضعيف. [2] قال ابن علاّن في شرح الأذكار: قال الحافظ: ذكره الشافعي وأسنده إليه البيهقي في " الكبير " وفي " المعرفة "، ولم يذكر سند الشافعي به، وسيأتي في القول في الرمل بين الصفا والمروة نحوه.
(*)
اسم الکتاب : الأذكار - ت الأرنؤوط المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 194