responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأخلاق والسير في مداواة النفوس المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 93
الفضول فَيجب عَلَيْك أَن لَا تكون فضوليا فَإِنَّهَا صفة سوء فَإِن أجابك الَّذِي سَأَلت بِمَا فِيهِ كِفَايَة لَك فاقطع الْكَلَام وَإِن لم يجبك بِمَا فِيهِ كِفَايَة أَو أجابك بِمَا لم تفهم فَقل لَهُ لم أفهم واستزده فَإِن لم يزدك بَيَانا وَسكت أَو أعَاد عَلَيْك الْكَلَام الأول وَلَا مزِيد فَأمْسك عَنهُ وَإِلَّا حصلت على الشَّرّ والعداوة وَلم تحصل على مَا تُرِيدُ من الزِّيَادَة وَالْوَجْه الثَّالِث أَن تراجع مُرَاجعَة الْعَالم وَصفَة ذَلِك أَن تعَارض جَوَابه بِمَا ينْقضه نقضا بَينا فَإِن لم يكن ذَلِك عنْدك وَلم يكن عنْدك إِلَّا تكْرَار قَوْلك أَو الْمُعَارضَة بِمَا لَا يرَاهُ خصمك مُعَارضَة فَأمْسك فَإنَّك لَا تحصل بتكرار ذَلِك على أجر وَلَا على تَعْلِيم وَلَا على تعلم بل على الغيظ لَك ولخصمك والعداوة الَّتِي رُبمَا أدَّت إِلَى المضرات وَإِيَّاك وسؤال المعنت ومراجعة المكابر الَّذِي يطْلب الْغَلَبَة بِغَيْر علم فهما خلقا سوء دليلان على قلَّة الدّين وَكَثْرَة الفضول وَضعف الْعقل وَقُوَّة السخف وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَإِذا ورد عَلَيْك خطاب بِلِسَان أَو هجمت على كَلَام فِي كتاب فإياك أَن تقابله مُقَابلَة المغاضبة الباعثة على المغالبة قبل أَن تتبين بُطْلَانه ببرهان قَاطع وَأَيْضًا فَلَا تقبل عَلَيْهِ إقبال الْمُصدق بِهِ المستحسن إِيَّاه قبل علمك بِصِحَّتِهِ ببرهان قَاطع فتظلم فِي كلا الْوَجْهَيْنِ نَفسك وتبعد عَن إِدْرَاك الْحَقِيقَة وَلَكِن أقبل عَلَيْهِ إقبال سَالم الْقلب عَن النزاع عَنهُ والنزوع إِلَيْهِ إقبال من يُرِيد حَظّ نَفسه فِي فهم مَا سمع وَرَأى

اسم الکتاب : الأخلاق والسير في مداواة النفوس المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست