responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل المؤلف : رقية المحارب    الجزء : 1  صفحة : 14
فإلى أيِّ الفريقين تريد أن تنضمَّ ومعَ أيِّهم تريد أن تحشرَ؟! هما فريقان لا ثالثَ لهما، ليسوا سواءً في العملِ؛ وليسوا سواءً في الجزاءِ، قال تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة:18-21]
تنبَّه يا أخي لهذا، فإنَّه موعظةٌ لك. فإن لم تتذكرْ وتَعُدْ إلى ربِّك وتحافِظْ على صلاتِك وتتقرب إليه بذلك؛ فاحذر أن تكونَ ممَّن قال اللهُ فيه: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة:22]
ولو تأملنا حالَ السلفِ –رضوانُ اللهِ عليهم- لرأينا شدةَ عنايتِهم بحضورِ الجماعةِ؛ فلا تكاد تفوتُ أحدَهم تكبيرةُ الإحرام، ثم نرى عنايتَهم كذلك بقيامِ الليلِ. فبعد أن أتمُّوا الفرائضَ جعلوا يتلمَّسون النوافلَ، بل ويُعاتبُ بعضُهم بعضًا على تركِ قيامِ الليلِ. فضلاً عن صلاةِ الفجرِ، لذا كانت لهم قيادةُ العالمِ، والعزةُ والسِّيادةُ، فلو عادَ المسلمون اليومَ إلى سالفِ عهدِهم؛ لعادت لهم السيادةُ، وذلك بعدَ أن تكتملَ الصفوفُ في صلاةِ الفجرِ.
يمشون نحو بيوتِ اللهِ إذ سمعوا ... اللهُ أكبرُ في شوقٍ وفي جَذَلِ
أرواحُهم خشعت للهِ في أدبٍ ... قلوبهم من جلال الله في وَجلِ
نجواهمُ ربّنا جئناك طائعة ... نفوسُنا وعصينا خادعَ الأملِ
إذا سجى الليلُ قاموهُ وأعينُهم ... من خشية اللهِ مثل الجائدِ الهطِلِ

اسم الکتاب : الإبانة عن أسباب الإعانة على صلاة الفجر وقيام الليل المؤلف : رقية المحارب    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست