responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 95
فمن العلوم أن المؤثر الخارجي الواحد، كرؤية الطعام مثلًا يعطي عدة ردود أفعال مختلفة، كعدم المبالاة: بالنسبة للشبعان؛ والصبر: بالنسبة للصائم؛ والعزوف: بالنسبة لشريف النفس الذي لا يجد الميل الكافي لهذا اللون من الطعام.
وكل من هؤلاء يفكر قبل أن يقدم على الاستجابة، وليس آلة تستجيب بدون تفكير، أو هدف، أو غاية من الحياة.
ب- أما الفريق الثاني فيقولون: أن الإنسان ينمو أي يتطور سلوكه، على أثر ما يتكون عنده من خبرات، فإذا كان الطفل بين أهله ووسخ ثوبه الجديد، مثلا، بالطعام، عابوا عليه ذلك، وعنفوه، وأظهروا أمامه من الانفعالات، ما يجعله يعلق في ذهنه ارتباط الألم النفسي بتوسيخ الثوب الجديد.
هذا الارتباط يسميه "جون ديوي"[1] خبرة، وهذه الخبرة بالذات، في هذا المثال لما كانت صادرة عن المجتمع، أمكننا أن نسميها خبرة اجتماعية؛ لأنها تحصر التعامل مع الجماعة، وتتابع خبرات الطفل الاجتماعية، حول السلوك المعيب أمام الضيف، والسلوك المحبب، كالتحية وألفاظها، فنقول: إن الطفل ينمو نموا اجتماعيا أي تزداد خبراته الاجتماعية، وتنمو معها مشاعره الاجتماعية، كالأنس بالآخرين، كالصغار، والخوف من بعض الناس أو من بعض المواقف، والنفور من البعض الآخر وهكذا، وقل مثل هذا في نمو الخبرات الحسابية، واللغوية، والقصصية، والصناعية، واليدوية، وهلم جرا..
نقد هذا الهدف:
ليس من شك في أن تتابع الخبرات ينمي مدارك الناشئ، ويجعل سلوكه أقرب إلى التعايش مع المجتمع، ومع الحضارة ومخترعاتها، ومع ظروف الحياة ومتطلباتها.
ولكن ليست جميع الخبرات سواء في تحقيق خير الإنسانية، وبالتالي ليس كل نمو يستخدم للخير، فبعض عصابات الأشقياء في أمريكا يستخدمون خبراتهم، ونموهم

[1] فيلسوف ومرب أمريكي معاصر توفي سنة 1372هـ/ 1952م، وله آراء وكتب في التربية مشهورة، وإليه تنسب طريقة "المشروع" من أهم طرق التربية الغربية.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست