responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 87
{قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ، قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [يس: 36/ 18-19] .
وعن عروة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله فقال: "أحسنها الفأل [1]، ولا ترد مسلمًا [2]، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حوف، ولا قوة إلا بك" [3].
وكالتشاؤم من المرض، مع أن له فوائد معنوية أهمها تهذيب النفس وتكفير الخطايا، فقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم السائب "أو أم المسيب"، فقال:
"مالك يا أم السائب -أو أم المسيب- تزفرين؟ " قالت: الحمى لا بارك الله فيها، فقال: "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" [4].
وكذلك لا يجوز التشاؤم من الزمان، وحوادثه لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة: "لا يقولن أحدكم يا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر" [5].
وكذلك نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم من الريح: فقال فيما رواه عنه أبي بن كعب: "لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: الله إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها، ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها، وشر ما أمرت به" [6].
هـ- وهذا كله يربي المؤمن على العقل، وعدم تعليل الأمور حسب هواه ومصلحته، بل يجب أن يعرف أن لكل ظاهرة كونية فوائد ومضار، فيطلب فوائدها ويستبعد مضارها.

[1] سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما الفأل؟ قال: "الكلمة الطيبة". حديث لا عدوى ولا طيرة متفق عليه -رياض الصالحين ص592 ط دار الكتاب العربي- بيروت.
[2] أي لا ترد الطيرة مسلمًا عما عزم عليه.
[3] قال النووي: حديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح "رياض الصالحين ص592".
[4] رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه "رياض الصالحين ص606".
[5] الأدب المفرد للإمام البخاري، الحديث 769.
[6] رواه الترمذي، وقال: حديث صحيح "رياض الصالحين: ص606".
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست