responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 57
العلم، بل جعلته فريضة، فبلغت الأمة الإسلامية درجة من الحضارة العلمية لم تبلغها آنذاك أمة غيرها.
وكانت أستاذة الغرب، في اكتشاف وحدة قوانين الكون، وأهمية التجريب للتأكد من حصة الحقائق العلمية، وفي إيجاد علم التاريخ، وضوابطه وأسانيده، وعلوم اللغة وأوزان الشعر، وفي الطب، والفلك، والجبر، وعلم الضوء، وكانت الشريعة الإسلامية، والرغبة في فهمها وتطبيقها، هي المبنع الثري الذي انبجست منه كل هذه العلوم، وغيرها كثير مما لا يتسع له البحث هنا؟
هذه بعض الخصائص الفكرية للشريعة الإسلامية، وهذه أهم نتائجها في تربية عقل المسلم:
1- على الشمول فهو ينظر إلى نفسه، وحياته نظرة كلية متعلقة بتصوره الشامل لهذا الكون، ولجميع جوانب الدنيا والآخرة، كما علمه القرآن.
2- وعلى الوعي الفكري لكل ما يعمل، أو يقول أو يريد، أو يكتب.
3- وعلى التفكير المنطقي، والقدرة على المحاكمة والاستنتاج، والاستقراء كما علمه القرآن.
4- وعلى الرغبة في التعلم والوصول إلى الحقائق العلمية، مما يؤدي إلى مجتمع ذي حضارة فكرية، ونظم تعليمية وتربوية لم توجد عند غيره.
غير أن هذه الأمور قد جاءت خلال تعلم الشريعة، عفوا من غير قصد، ودون أن تنص الأحكام الشرعية على كثير منها، وإن كانت الشريعة بمعناها الواسع الذي يضم تصور الإنسان للكون ويضم العقيدة، والإيمان بالغيب، وقد أمرتنا بطلب العلمِ، كما أمرتنا بالنظر في الكون وفي أنفسنا، وبالسير في الأرض، ويأخذ العبرة من التاريخ.
ولما كنا قد استوفينا هذه المعاني في البحث الأول من هذا الفصل، فقد بقي علينا الآن أن نبحث في الأثر المباشر للأحكام الشرعية، وإحاطتها بحياة الفرد، وحياة المجتمع، وما تركت فيهما من توجيه سليم، وما رسمته من أطر وخطوط كبرى لحياة آمنة مستقرة، قائمة على العدالة ينشأ في ظلها الفرد، ويتعايش بل يتراحم، على أساسها المجتمع.

اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست