اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 231
والترهيب وعيد، وتهديد بعقوله تترتب على اقتراف إثم، أو ذنب مما نهى الله عنه أو على التهاون في أداء فريضة مما أمر الله به، أو هو تهديد من الله يقصد به تخويف عباده، وإظهار صفة من صفات الجبروت، والعظمة الإلهية، ليكونوا دائما على حذر من ارتكاب الهفوات والمعاصي، كقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا، ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 19/ 71-72] .
وقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ، لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: 39/ 15-16] .
مميزات الترغيب، والترهيب القرآني والنبوي:
يمتاز الترغيب والترهيب في التربية الإسلامية عما يسمونه في التربية الغربية "الثوب والعقاب" بميزات صادرة عن الطبيعة الربانية المواتية لفطرة الإنسان التي تتسم بها التربية الإسلامية، وأهم هذه المميزات:
1- يعتمد الترغيب والترهيب القرآني، والنيوي على الإقناع والبرهان، فليس من آية فيها ترغيب أو ترهيب بأمر من أمور الآخرة إلا، ولها علاقة أو فيها توجيه خطاب إلى المؤمنين.
وهذا معناه تربويا أن نبدأ بغرس الإيمان، والعقيدة الصحيحة في نفوس الناشئين، ليتسنى لنا أن نرغبهم بالجنة، أو نرهبهم من عذاب الله، وليكون لهذا الترغيب والترهيب ثمرة عملية سلوكية، ولهذا بدأنا في هذا الكتاب بعرض أسس التربية الإسلامية قبل أساليبها، وقد يكون الإقناع عن طريق أخذ العبرة من القصة القرآنية، ثم يعقبها التهديد أو الترغيب.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 231