اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 222
العبرة بما يفيد هذا المعنى حيث قال: ".. والعبرة بالكسر: العجب، واعتبر منه: تعجب".
ولكن المربي لا يقف عند هذا الانفعال بل يجب أن يحوله إلى عاطفة الخشوع لله وإجلاله، وتسبيحه وتكبيره، وهذا نتيجة طبيعية للتعجب من قدرة الله.
وقد استعان القرآن على إثارة هذه الانفعالات بأسلوب الحوار، والاستفهام وقد مر معنا في بحث "الحوار العاطفي".
التوجيه التربوي:
يجب على المربي أن يمرن عقول الطلاب على تأمل عجائب صنع الله، وخاصة ما يحيط بنا ونراه كل يوم أو نعيش في كنفه، من دلائل حكمة الله ودقة صنعه كالغلاف الجوي يحيط بالكرة الأرضية، فتهيأ به للنبات والحيوان، وللإنسان أسباب الحياة، وكالرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض، وأن يناقشهم ويستجوبهم حول هذه الأمور بأسئلة محكمة معدة لهذا الغرض، يتوصلون بها تلقائيا إلى الاعتراف بوحدانية الله وألوهيته، وقدرته وحكمته وسائر صفاته العليا وأسمائه الحسنى، مما هو مبثوث في القرآن والسنة، ومما نحسه ونراه في كل ما نأكل، ونشرب ونتنفس ونستخدم ونركب، وندرس في دروس الجغرافية والفيزياء والكيمياء.
فالتربية بالعبرة يجب أن تشمل جميع مواقف الحياة وحوادث الكون، ومظاهر القدرة والعناية الإلهية "في كل شيء له آية، تدل على أنه واحد"، كما تشمل معظم الدروس، والمواد الدراسية دون تفريق بين مواد دينية، أو غير دينية. فالتربية الإسلامية تربية شاملة تحيط الحياة التعليمية من جميع جوانبها، كما أحاطت العناية الإلهية هذا الكون، والإنسان من جميع جوانبه، ورافقته في كل أحواله، فلا يجوز إغفال "العبرة"، وتأمل عظمة الله في أي درس أو مادة درسية، ولا عند دراسة أي قانون من قوانين الطبيعة، وهي سنن الله في تسيير شئون الكون، وإقامة الحياة فيه.
ج- الاعتبار بالحوادث التاريخية:
أشار القرآن إلى حوادث تاريخية بارزة كان لها ما بعدها، كغزوة بدر والأحزاب، وأشار إلى العبرة من هذه الحوادث كغزوة بني النضير حيث وصف الله جلاءهم
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 222