اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 217
4- الأثر النبوي للتعليم بالعمل، والممارسة:
يربي هذا الأسلوب في النفس أخلاقًا تجعل حياة لفرد أكثر استقامة، وسعادة، وتجعل المجتمع أشد تماسكا، وأكبر إنتاجا منها:
أ- الإتقان العملي خير مقياس للتعلم، سواء في ذلك الاستحفاظ، أو أداء العبادات، لذلك كان من نتائج هذا الأسلوب:
تعود الدقة وتوخي صحة النتائج، فكل متعلم يمارس العمل أمام معلمه، أو كل معلم يمارس العمل ثم يتابعه المتعلم، ثم يناظره المعلم ويصحح له أخطاءه كما صحح رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظ دعاء النوم للبراء بن عازب، وكما صحح صلاة المسيء صلاته.
ب- شعو الإنسان بالمسئولية عن صحة العمل، وهذا يجعل منهجية التربية الإسلامية منهجية حركية فكرية عاطفية مبنية على الوعي، والدقة صحة الأداء.
فالدقة في العواطف، والاتجاهات والأفكار، تتجلى في إخلاص النية وتوجيه العمل نحو إرضاء الله جل جلاله بلا رياء، ولا استكبار ولا استهتار.
تواكبها الدقة في حركية العمل أو لفظية الدعاء، فلا تقبل العبادات إلا ضمن منهجية حركية لفظية معينة وصفها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقلها لنا الصحابة فالتابعون، فالأئمة الأربعة فالفقهاء المتأخرون إلى يومنا هذا.
وقد جمع بين الأمرين في بلاغة، وإيجاز قوله تعالى:
{فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 18/ 110] .
وقد فسر الصحابة والتابعون: "الصلاح"؛ بموافقة السنة، وعدم الشرك في العبادة؛ بعدم الرياء، وبإخلاص النية لله تعالى في العبادة.
ج- التواضع وحب العمل واستبعاد الغرور، وترك الكسل والتواكل، فكل إنسان مؤاخذ بعمله، لا يغني عنه نسب، ولا جاه، ولا مال، ولا مجرد الانتساب إلى ملة أو دين معين.
وقد تفاخر أفراد من اليهود، وأفراد من النصارى، وأفراد من مشركي قريش،
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 217