اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 210
فيعرف الناشئ، أن في تقليد قادة المسلمين الأوائل: الفلاح والقوة والبأس وطاعة الله، ويدعو الله في كل صلاة أن يرزقه الاقتداء بهم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: [1]/ 6-7] .
4 - الأشكال التربوية للقدوة:
ينتقل تأثير القدوة إلى المقتدي على أشكال أهمها:
1- التأثير العقوي غير المقصود:
وهنا يقوم تأثير القدوة على مدى اتصافه بصفات تدفع الآخرين إلى تقليده، كتفوقه بالعلم، أو الرئاسة، أو الإخلاص، أو.. وفي هذه الحال يكون تأثير القدوة عفويا غير مقصود، وهذا يعني أن على كل من يرجو أن يكون قدوة، أن يراقب سلوكه، ويعلم أنه مسئول أمام الله في كل ما يتبعه الناس، أو يقلده المعجبون، وكلما ازداد حذرًا وإخلاصًا ازداد الإعجاب به، فتزداد فائدته، وأثره الطيب في النفوس.
2- التأثير المقصود:
على أن تأثير القدوة قد يكون مقصودا.
فيقرأ المعلم قراءة نموذجية ليقلده الطلاب، ويجود الإمام صلاته ليعلم الناس الصلاة الكاملة، ويتقدم القائد أمام الصفوف في الجهات ليبث الشجاعة، والتضحية والإقدام في نفوس الجند وهكذا.
وقد تعلم الصحابة كثيرًا من أمور دينهم بطلب من رسول الله أن يقتدوا به، فكان يقول لهم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"، رواه البخاري[1] وكان يأمرهم في الحج أن يقتدوا به قائلا: "خذوا عني مناسككم"، ثم كان الصحابي يقول للتابيعين: ألا أصلي لكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
وصلى صلى الله عليه وسلم على المنبر2 "وفي رواية: أنه ذو ثلاث درجات" "فقام عليه" فكبر، وكبر الناس وراءه وهو على المنبر "ثم ركع وهو عليه"، ثم رفع فنزل القهقري حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد، "فصنع فيها كما صنع في الركعة الأولى" حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس فقال: "يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي، ولتعلموا صلاتي" [1].
وروى البخاري ومسلم أنه كان صلى الله عليه وسلم يسمعهم الآية أحيانا "في صلاة الظهر مع أنها سرية"، و"كانوا يسمعون منه النغمة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: 87/ [1]] و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَة} [الغاشية: 88/ [1]] [2].
وهكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم رائد التربية الإسلامية أن يقصد المربي إلى تعليم طلابه بأفعاله، وأن يلفت نظرهم إلى الاقتداء به؛ لأنه إنما يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يحسن صلاته وعبادته، وسلوكه بهذا القصد، فيكسب ثواب: "من سن سنة حسنة" إلى يوم القيامة. [1] صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، تأليف محمد ناصر الدين الألباني ص72 الطبعة التاسعة؟ المكتب الإسلامي. [2] صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، تأليف محمد ناصر الدين الألباني ص72 الطبعة التاسعة؟ المكتب الإسلامي.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 210