responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 202
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: $"أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من دونه شيء؟ " قالوا: "لا يبقى من دونه" قال: $"فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا"[1].
أما الأمثال القرآنية فقد بلغت ذروة الإعجاز، والبلاغة من حيث استكمال الوضوح وأداء المعنى، وتقريبه للأفهام نذكر منها على سبيل المثال: المعنى الذي ضربه الله مثلًا للحق والباطل:
{أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد: 13/ 17] ، فالباطل يضمحل وينمحق كالزبد الذي يحتمله السيل، وإن علا على الحق في بعض الأوقات كما يعلو الزبد، والحق ثابت باق يمكث في القلب فينتفع به المؤمن، فيثمر عملا صالحا كما يمكث الماء، وأسباب الإنبات في الأرض فيثمر عشبا وزرعا، ونخيلا وأعنابا..
ب- إثارة الانفعالات المناسبة للمعنى، وتربية العواطف الربانية كما قال الشيخ محمد عبده: "واختير له لفظ "الضرب"؛ لأنه يأتي عند إرادة التأثير وهيج الانفعال كأن ضارب المثل يقرع به أذن السامع قرعا ينفذ أثره إلى قلبه، وينتهي إلى أعماق نفسه".
ولاختيار المشبه به أكبر الأثر في إثارة الانفعال المناسب، فاختيار العنكبوت يثير انفعال التقزز، والاحتقار تجاه المشركين، والشعور يضعف عقولهم، وازدراء أفكارهم.
واختيار الحمار لتشبيه من يقرأ كتاب الله ولا يعمل به، يثير انفعال الاشمئزاز من هؤلاء، والشعور بتفاهتهم وضياع عقولهم، واقرأ معي قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} [الجمعة: 62/ 5] أي كلفوا العمل بها، ولم يعملوا بما فيها: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة 62/ 5]

[1] متفق عليه، رياض الصالحين، ص104، ط دار الكتاب العربي بيروت.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 202
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست