responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 178
استحقوا عذاب جهنم، لقد استفاقوا من قبورهم، فأدركوا أن هذا اليوم هو يوم الدين، وجاء النداء الرباني لزبانية جهنم ليدلوا الظالمين إلى طريق النار، ثم استمر الحوار لبيان ضعفهم، والاستهزاء بهم بعد أن ينالوا حسابهم، في ذلك الموقف: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ، مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ} [الصافات: 37/ 24-25] ، وعجزوا عن الجواب، فأخبرنا الله جل جلاله عن حالهم: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ} [الصافات: 37/ 26] ، ثم دار الحوار بين قادة الظلم والباطل، وبين السوقة الذين استسلموا للباطل في الدنيا، فحشروا في العذاب جميعا:
{وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ، قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات: 37/ 27-28] ، وتنصل قادة الظلم من المسئولية: {قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ، فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ، فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ} [الصافات: 37/ 29-32] .
النتائج التربوية:
*- يعرض لنا الحوار الوصفي صورة حية لأحوال أهل النار، أو أهل الجنة النفسية فهو يستعين بالمخيلة والوصف الدقيق، على تربية العواطف الربانية، والتأثير في نفس القارئ أو السامع بهذه الآيات، ومما يزيد هذه الصورة تأثيرا أن الوصف جاء على ألسنتهم وباعترافهم، فهم يصفون ندمهم وآلامهم، وأي عاقل يسمح لنفسه أن يكون مكانهم؟
*- يعتمد الحوار الوصفي على الإيحاء، كما يعتمد عليه الحوار التعريضي، فالآيات هنا تحذرنا من هذا المصير، دون أن تقول لنا: "إياكم أن تقعوا فيما وقع فيه هؤلاء"، وهذا الإيحاء "كما رأينا" أشد تأثيرا من التلقين، ولكن يحسن مع ذلك استجواب الناشئين أثناء تدريس القرآن، عن رأيهم في هذا المصير الذي صار إليه هؤلاء الكفار، وعن سببه؟ ليتأكد المربي من أنهم يتابعون هذه الصورة بالتأمل والتفكير، وليختبر أحاسيسهم ومشاعرهم، ومدى استجابة عواطفهم وانفعالاتهم، فهو مطالب بتربية هذه الانفعالات، والعواطف كالخشوع والرغبة والرهبة، كما أنه مطالب بإفهامهم المعنى وتحسين تلاوتهم، سواء بسواء.
ولم يقتصر القرآن على وصف مشاعر أهل النار، بل وصف لنا بعض مشاعر أهل الجنة في حوار وصفي رائع، وسنعرض مثالا عنه دون تعليق تربوي؛ لأن ما مر ينطبق عليه وفيه كفاية.
قال تعالى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ، قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ، يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ، أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ، قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ، فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ، قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ، وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} [الصافات: 37/ 50-57] .

اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست