اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 140
2- صفات المربي المسلم وشروطه:
لكي يحقق المعلم اليوم وظيفته التي كلف الله بها الرسل، وأتباعهم يجب أن يتصف بصفات أهمها:
أ- أن يكون هدفه وسلوكه، وتفكيره ربانيا كما صرح بذلك في سورة آل عمران: {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ} [آل عمران: 3/ 79] ، أي تنتسبون إلى الرب جل جلاله بطاعتكم إياه، وعبوديتكم له، واتباعكم لشريعته ومعرفتكم لصفاته، وإذا كان المعلم ربانيا، استهدف من كل أعماله التعليمية، ودروسه أن يجعل طلابه أيضا ربانيين، يرون آثار عظمة الله، ويستدلون عليها في كل ما يدرسون، ويخشعون لله ويشعرون بإجلاله عند كل عبرة من عبر التاريخ، أو سنة من سنن الحياة، أو سنن الكون أو قانون من قوانين الطبيعة، وبدون هذه الصفة لا يمكن للمعلم أن يحقق هدف التربية الإسلامية؛ لأن عبادة الله كما رأينا يجب أن تعم نظرتنا إلى الكون، وأعمالنا كلها في الحياة وتفكيرنا كله.
ب- أن يكون مخلصًا، وهذا من تمام صفة الربانية وكمالها، أي ألا يقصد بعمله التربوي وسعة علمه، واطلاعه إلا مرضاة الله، والوصول إلى الحق، وإحقاق الحق أي نشره في عقول الناشئين، وجعلهم أتباعا له.
فإذا زال الإخلاص، حل محلة التحاسد بين المعلمين، فيصبح كل منهم يتعصب لرأيه أو طريقته، ويسود الغرور والأثرة عوضا عن التواضع للحق وعن الإيثار، إيثار الحق على الهوى.
وهكذا، بدون إخلاص، يصبح مجال التعليم مسرحا للمهاترات، أو بث الدعوات المغرضة، أو تضليل عقول الناشئين بدعوتهم إلى مذاهب مضللة، أو مظاهر براقة كالفن للفن والموضوعية، والعلم للعلم[1]، ونحو ذلك من الشعارات التي لا [1] شرحنا ذلك قبل عدة صفحات في بحث "وظائف المدرسة ومزالقها".
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 140