responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 136
أدق إقامتها على أسس إسلامية، والسير بها من منطلقات إسلامية، أي بناؤها على التصور العام للوجود كما يقدمه الإسلام"[1].
وهذا الكتاب محاولة لحل جانب من جوانب هذه المشكلة في مجال التربية، إنه محاولة لصياغة منهج تربوي إسلامي متكامل، لتربية الأجيال على أساسه معتمد على أسس فكرية إسلامية تصاغ على ضوئه المناهج المدرسية، وتؤلف على هدية الكتب المدرسية، ويقام النشاط المدرسي، وجميع ما تستلزمه المدرسة، وتربية الأجيال.
*- انشطار شخصية الناشئ، وانفصام عرى وحدتها:
وهذا المنزلق نتيجة عقوبة لما قبله، وذلك أن سواد الشعوب الأوروبية لم تستطع الانسلاخ نهائيا من العقيدة الدينية، ومن الاعتقاد بوجود الخالق، وباليوم الآخر على نحو ما، فلم يجد أربابا الفكر والثقافة الغربية بدا من الفصل بين العلم، والدين وبين الكنيسة والحكم، وانتشر المبدأ الخاطئ الذي يقول: "دع ما لله لله، وما لقيصر لقيصر"، وكان من نتيجة ذلك ترسيخ دعائم الاتجاه الإلحادي الذي قامت عليه الثقافة الغربية كما رأينا في جميع المدارس، والمنشورات العلمية، وميادين العلم المختلفة، بدعوى أنها علوم وضعية "تدرس الواقع"، ولا علاقة لها بالدين، مع أن الاستدلال على عظمة الله جزء من الواقع الذي يعيشه كل عقل سليم يفكر تفكيرا منطقيا، وينطلق من المحسوس الذي حوله إلى الأسباب، كما رأينا في بحث أسس التربية الإسلامية.
ولم تحدد التربية الغربية الحديثة لها موقفا منطقيا من هذا الصراع، مع أنها تؤمن في مجال النفس، والعمل التربوي بوحدة النفس الإنسانية، وبوحدة الخبرة التي يقتبسها الناشئ مهما اختلفت وجوه هذه الخبرة.
ولكنها تنازلت عن هذه الوحدة، واستسلمت لهذه الفلسفة الانشطارية التي تقسم

[1] نفس المصدر السابق.
وقد شرحنا هذا التصور في فصل: "أسس التربية الإسلامية"، وخاصة "الأسس الفكرية".
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست