اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 129
د- وظيفة الصهر والتوحيد وإيجاد التجانس، والتأليف بين الناشئين:
يرتاد المدرسة اليوم مئات الطلاب من البيئات المختلفة في الفقر والغنى، وفي الجاه والمكانة الاجتماعية، وفي مدى التحضر والتمدن، وفي مدى التدين والشعور بالمسئولية أو الميوعة، والشعور بالضياع، ولو أخذنا مجموعة مدارس أي قطر أو مملكة لوجدنا اختلافا في العادات، واللهجات، والمفاهيم عن الحياة، ما بين ريف ومدينة وما بين ساحل، أو صحراء، أو مناطق زراعية أو صناعية، أو تجارية.
ترى ما أثر المدرسة في هذا الاختلاف والتباين، وما موقفها منه؟
يرى فلاسفة التربية الحديثة أن من النتائج العفوية لتواجد الطلاب، وتعايشهم في ظل نظام مدرسي واحد، تربطهم روابط اجتماعية تشد قلوبهم، ونفوسهم بعضها إلى بعض، وهم في ميعة الصبا، وفرحة الطفولة، ومرح الشباب، كل ذلك كفيل بصهر أفراد المجتمع، ومحو الفوارق أو تقليلها بين أفراده، وطبقاته مهما تناءت بهم الديار، أو باعدت بينهم الاعتبارات، والعادات والتقاليد والأفكار على أن هذا الرأي مبالغ فيه، بل إن الواقع يخالفه إلى حد كبير.
وإن نظرة إلى المجتمعات العربية والإسلامية، ترينا أن معظم أبنائها تخرجوا من مدارس ذات أنظمة واحدة ومناهج واحدة، ومع ذلك تجدهم في القطر الواحد.
اسم الکتاب : أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع المؤلف : النحلاوي، عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 129