اسم الکتاب : أصناف المغرورين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 57
الفرقة السابعة
وفرقة أخرى جاوروا بمكة والمدينة واغتروا بهما.. ولم يراقبوا قلوبهم.. ولم يطهروا ظواهرهم وبواطنهم.. وربما كانت قلوبهم متعلقة ببلادهم.. وتراهم يتحدثون بذلك.. ويقولون: جاورنا بمكة كذا كذا سنة.. وهم مغرورون لأن الأقوم لهم أن يكونوا ببلدة وقلوبهم متعلقة بمكة.. وإن جاور أحدهم يجب عليه أن يحفظ حق الجوار.. فإن جاور بمكة حفظ حق الله تعالى.. وإن جاور بالمدينة حفظ حق النبى صلّى الله عليه وسلم.. ومن يقدر على ذلك؟.. وهؤلاء مغرورون بالظواهر.. وظنوا أن الحيطان تنجيهم.. وهيهات.. وربما لا تسمح نفسه بلقمة يتصدق بها على فقير.. وما أصعب المجاورة فى حق الخلق.. فكيف بمجاورة الخالق!.. وما أحسن مجاورته بحفظ جوارحه وقلبه..
اسم الکتاب : أصناف المغرورين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 57