اسم الکتاب : أصناف المغرورين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 54
الفرقة الثانية
وفرقة أخرى غلب عليهم الوسوسة فى نية الصلاة فلا يدعه الشيطان يعتقد نية صحيحة.. بل يوسوس عليه حتى تفوته الجماعة.. وتخرج الصلاة عن الوقت.. وإن تم تكبيرة الاحرام فيكون فى قلبه تردد.. فى صحة نيته.. وقد يتوسوس فى التكبيرة فيكون قد تغير صفة التكبير لشدة الاحتياط.. ويفوته سماع الفاتحة.. ويفعلون ذلك فى أول الصلاة..ثم يفعلون فى جميع الصلاة.. ولا يهزون قلوبهم ويغترون بذلك.. ولم يعلموا أن حضور القلب فى الصلاة هو الواجب.. وإنما غرهم إبليس وزين لهم.. وقال لهم: هذا الاحتياط تتميزون به عن العوام وأنتم على خير عند ربكم.
الفرقة الثالثة
وفرقة أخرى غلب عليها الوسوسة فى إخراج حروف الفاتحة.. وسائر الأذكار من مخارجها.. فلا تزال تحتاط فى التشديدات.. والفرق بين الضاد والظاء.. لا يهمه غير ذلك ولا يتفكر فى أسرار الفاتحة ولا فى معانيها.. ولم يعلم أنه لم يكلف الخلق فى تلاوة القرآن من تحقيق مخارج الحروف إلا ما جرت به عادتهم فى الكلام..
وهذا غرور عظيم.. ومثالهم مثال من حمل رسالة إلى مجلس السلطان وأمر أن يؤديها على وجهها.. فأخذ يؤدى الرسالة ويتأنق فى
اسم الکتاب : أصناف المغرورين المؤلف : الغزالي، أبو حامد الجزء : 1 صفحة : 54