responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 98
أَمر النَّاس بِالسُّجُود لَهُ وَالْقِيَام عِنْد ذكره على صفة مَعْرُوفَة فَكَانَ إِذا ذكره الْخَطِيب يَوْم الْجُمُعَة على الْمِنْبَر قَامَ جَمِيع من بِالْمَسْجِدِ ثمَّ يخرون ساجدين ثمَّ يقوم بقيامهم من يتَّصل بالجامع من أهل الْأَسْوَاق ثمَّ يسري ذَلِك إِلَى قيام أهل مصر وَمَا كَانَ يبديه من الْأَفْعَال المتناقضة والحماقات الْبَارِدَة مَقْصُوده من ذَلِك تجريب أَحْوَال النَّاس واختبار طاعتهم لَهُ فِي الْأُمُور الْبَاطِلَة وَفِي مُخَالفَة الشَّرِيعَة حَتَّى ينقلهم إِلَى مَا يُريدهُ وَكم نعدد لَك من هَذَا
وَالْجُمْلَة فَإِذا رَأَيْت رجلا قد انْتهى بِهِ الرَّفْض إِلَى ذمّ السّلف الصَّالح والوقيعة فيهم وَإِن كَانَ ينتمي إِلَى غير مَذْهَب الإمامية فَلَا تشك فِي أَنه مثلهم فِي مَا قدمنَا لَك
وجرب هَذَا إِن كنت مِمَّن يفهم فقد جربناه وَجَربه من قبلنَا فَلم يَجدوا رجلا رَافِضِيًّا يتنزه عَن شئ من مُحرمَات الدّين كَائِنا مَا كَانَ وَلَا تغتر بالظواهر فَإِن الرجل قد يتْرك الْمعْصِيَة فِي الْمَلأ وَيكون أعف النَّاس عَنْهَا فِي الظَّاهِر وَهُوَ إِذا أمكنته فرْصَة انتهزها انتهاز من لَا يخَاف نَارا وَلَا يَرْجُو جنَّة
وَقد رَأَيْت من كَانَ مِنْهُم مُؤذنًا ملازما للجماعات فانكشف سَارِقا
وَآخر كَانَ يؤم النَّاس فِي بعض مَسَاجِد صنعاء وَله سمت حسن وَهدى عَجِيب وملازمة للطاعة وَكنت أَكثر التَّعَجُّب مِنْهُم كَيفَ يكون مثله رَافِضِيًّا ثمَّ سَمِعت بعد ذَلِك عَنهُ بِأُمُور تقشعر لَهُ الْجُلُود وترجف مِنْهَا الْقُلُوب
وَكَانَ لي صديق يكثر المجالسة لي والوصول إِلَيّ وَفِيه رفض يسير وَهُوَ متنزه عَن كل مَحْظُور ثمَّ مَا زَالَ ذَلِك يزِيد بِهِ الْأَسْبَاب حَتَّى صَار يصنف فِي مثالب جمَاعَة من الصَّحَابَة ثمَّ صَار يمزق أَعْرَاض جمَاعَة من أَحيَاء أهل الْعلم

اسم الکتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست