responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 63
وَيسْتَمر لَهُ رزقه الْجَارِي عَلَيْهِ من بَيت مَال الْمُسلمين أَو وقفهم أَو نَحْو ذَلِك
فَهَذَا هُوَ من البائعين عرض الدّين بالدنيا المؤثرين العاجلة على الآجلة فضلا عَن أَن يسْتَحق الدُّخُول فِي أهل الْعلم والوصول إِلَيّ هَذَا الْعلم
وَمن شكّ فِيمَا ذكرته أَو تردد فِي بعض مَا سقته فليمعن النّظر فِي أهل عصره هَل يَسْتَطِيع أحد من أهل الْعلم أَن يُخَالف مَا يهواه السُّلْطَان من الْمذَاهب فضلا عَن أَن يُصَرح للنَّاس بِخِلَافِهِ هَذَا على فرض أَن ذَلِك الَّذِي يهواه الْملك بِدعَة من الْبدع الشنيعة الَّتِي لَا خلاف فِي شناعتها ومخالفتها للشريعة كَمَا تعتقده الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض فَإِن السّنة الصَّرِيحَة المتواترة الَّتِي لَا خلاف فِيهَا قد جَاءَت بقبح ذَلِك وذم فَاعله وضلاله فَانْظُر هداك الله وإياي من يتَكَلَّم من أهل الْعلم الساكنين فِي أَرض الْخَوَارِج كبلاد عمان وَنَحْوهَا بِمَا يُخَالف مَذْهَب الْخَوَارِج أَو يُنكر ذَلِك عَلَيْهِم أَو يرشد النَّاس إِلَى الْحق وَكَذَلِكَ من كَانَ سَاكِنا من أهل الْعلم بِبِلَاد الروافض كبلاد الْأَعَاجِم وَنَحْوهَا هَل تَجِد رجلا مِنْهُم يُخَالف مَا هم عَلَيْهِ من الرَّفْض فضلا عَن أَن يُنكره عَلَيْهِم
بل قد تَجِد غَالب من فِي بِلَاد أهل الْبدع من الْعلمَاء الَّذين لَا تخفى عَلَيْهِم مناهج الْحق وطرائق الرشد يتظهرون للملوك والعامة بِمَا يُنَاسب مَا هم عَلَيْهِ ويوهمونهم بِأَنَّهُم يوافقونهم وَأَن تِلْكَ الْبِدْعَة الَّتِي هم عَلَيْهَا لَيست ببدعة بل هِيَ سنة وَحقّ وَشَرِيعَة ويعملون كعملهم ويدخلون فِي ضلالهم فيكونون مِمَّن أضلّهُ الله على علم

اسم الکتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست