responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 169
لشرفه ويعتقد أَنه أشرف مطلب من مطَالب الدّين وَالدُّنْيَا وَأَنه يصغر عِنْده الْملك فضلا عَمَّا هُوَ دونه
تولي أهل الْعلم للمناصب

وَلَا أَقُول إِن أهل الْعلم العارفين بِهِ المطلعين على أسراره يمْنَعُونَ أنفسهم من المناصب الدِّينِيَّة
وَكَيف أَقُول بِهَذَا وَهَذِه المناصب إِذا لم ترْبط بهم ضَاعَت وَإِذا لم يدْخل فِيهَا الْأَخْبَار تتَابع فِيهَا الأشرار وَإِذا لم يقم بهَا أهل الْعلم قَامَ بهَا أهل الْجَهْل وَإِذا أدبر عَنْهَا أهل الْوَرع أقبل إِلَيْهَا أهل الْجور
وَكَيف أَقُول هَذَا وَأهل الْعلم هم المأمورون بالحكم بَين النَّاس بِالْحَقِّ وَالْعدْل والقسط وَمَا أنزل الله وَمَا أَرَاهُم الله الْقيام بَين النَّاس بحججه والتبليغ لأحكامه وتذكيرهم بِمَا أَمر الله بالتذكير بِهِ وإرشادهم إِلَى مَا أرشدهم الله إِلَيْهِ وَلأَهل الْقَضَاء والإفتاء وَنَحْوهَا من هَذِه الْأُمُور أوفر نصيب وأكبر حَظّ
وَلَكِنِّي أَقُول إِنَّه يَنْبَغِي لطَالب الْعلم أَن يَطْلُبهُ كَمَا يَنْبَغِي ويتعلمه على الْوَجْه الَّذِي يُريدهُ الله مِنْهُ مُعْتَقدًا أَنه أَعلَى أُمُور الدّين وَالدُّنْيَا راجيا أَن ينفع بِهِ عباد الله بعد الْوُصُول إِلَى الْفَائِدَة مِنْهُ وَمن جملَة النَّفْع إِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ الْمُلُوك وَأهل الدُّنْيَا أَن يَلِي منصبا من المناصب فطلبوا مِنْهُ ذَلِك وعولوا عَلَيْهِ فِي الْإِجَابَة معترفين بِحَق الْعلم منقادين إِلَى مَا يُوجِبهُ الشَّرْع معظمين لما أوجب الله تَعْظِيمه وَكَانَ قد بلغ إِلَى منزلَة فِي الْعلم تصلح لذَلِك المنصب وَشهد لَهُ أهل الْعلم بِكَمَال التأهيل وإحراز عدته فَهَذَا إِذا كَانَ الْحَال هَكَذَا لَا يحل لَهُ أَن يمْتَنع من الْإِجَابَة أَو يَأْتِي من قبُول ذَلِك فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك كَانَ تَارِكًا لما أوجبه الله عَلَيْهِ من الْقيام بحجته وَنشر أَحْكَامه وإرشاد عباده إِلَى

اسم الکتاب : أدب الطلب ومنتهى الأدب المؤلف : الشوكاني    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست