اسم الکتاب : أدب الاختلاف في الإسلام المؤلف : العلواني، طه جابر فياض الجزء : 1 صفحة : 165
وندخلكم مدخلا كريما) (النساء: 31) ثم قال: هل علم أهل المدينة؟ أو قال: هل علم أحد بما قدمتم؟ قالوا: لا. قال: لو علموا لوعظت بكم. أي: لنكل بهم ليجعلهم عبرة وموعظة لغيرهم.
وفي هذا درس بليغ يوضح فيه سيدنا عمر رضي الله عنه أن الصورة المثلى التي رسمها القرآن العظيم للمسلم هي صورة أنموذجية ينبغي أن يحاول المسلم تحقيقها، ولكن حين يقصر عنها فعليه أن رحمة الله واسعة، وأنه حين تجتنب الكبائر فإن المسلم على خير كثير إن شاء الله، ولكن عليه أن يطمح دوما إلى الصورة المثلى ولا يعجب بالأدنى فيقف عند حدوده.
5 ولعل مما يساعد على التقليل من أسباب الاختلاف في الوقت الحاضر، ويبعث على التحلي بآدابه: معرفة أسباب اختلاف الفقهاء من السلف رضوان الله عليهم، وفهم تلك الأسباب ومدى موضوعيتها، ليكون ذلك من بواعث التمسك بـ «أدب الاختلاف» .
فإنهم حين اختلفوا، إنما اختلفوا لأسباب موضوعية، وكانوا جميعا مجتهدين، وكان كل واحد منهمك فقي طلب الحق كناشد ضالة لا فرق لديه بين أن تظهر تلك الضالة على يديه أو على يدي سواه.
6 ولعل من الأمور المفيدة في حمل المسلمين على التمسك بآداب الاختلاف معرفة المخاطر الهائلة، والتحديات الخطيرة، والخطط الماكرة التي يعدها أعداء الإسلام للقضاء على الطليعة
اسم الکتاب : أدب الاختلاف في الإسلام المؤلف : العلواني، طه جابر فياض الجزء : 1 صفحة : 165